اختارت جبهة البوليزاريو ، الذي أعلن عنه اليوم السبت، خلال المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد بمخيمات تيندوف إبراهيم غالي أمينا عاما لها خلفا للراحل محمد عبد العزيز، الذي وافته المنية نهاية شهر ماي الماضي .
هذا الاختيار لم يمن مخالفا للتوقعات فبعد تقديم الامانة العامة للبوليسارو له كمرشحا وحيدا في المؤتمر الاستثنائي الذي عرف حضور عدد من ممثلي الدول الداعمة للأطروحة الانفصالية، أبرزها الجزائر.
و قد اختير عبد الله لحبيب رئيسا للجنة الاشزاف على التصويت ، بعضوية كل من محمد لمين البوهالي وحمادة سلمى الداف ومحمد الولي اعكيك والسنية احمد مرحبة، بالإضافة إلى منصور عمر وبلاهي محمد فاضل السيد.
و قد مان هذا المؤتمر فرصة للجبهة من أجل توجيه عدد من الرسائل إلى المغرب والمجتمع الدولي، فقد اعتبر القيادي خطري أدوه أن “التطورات الأخيرة التي عرفتها قضية الصحراء عززت مكانة الجبهة على كل الساحات الدولية” وأن “مسألة الاعتراف بالدولة الصحراوية قد أصبحت تتجاوز النقاط الإفريقي والأمريكي اللاتيني لتطرح على أعلى المستويات الدولية”، على حد قوله
و أضاف أدوه،إن “البوليساريو أظهر قدرة كبيرة على الاستنفار وتجنيد العنصر البشري، الأمر الذي تجلى، على الخصوص، في جاهزية واستعداد الجيش، وتخرج دفعات الاحتياط للدفاع والتأمين وغيرها”.
و قال حمادة البيهي، الناشط الحقوقي والعائد من مخيمات تيندوف،في قراءته لنتائج المؤتمر الإستثنائي ، إن انتخاب إبراهيم غالي خليفة لمحمد عبد العزيز يؤشر على غياب التغيّر لدى جبهة البوليساريو منذ انعقاد المؤتمر الأخير، وتزكية محمد عبد العزيز على رأسها، في وقت يعتبر فيه غالي أكثر القياديين تفضيلا لدى الجزائر، مقابل انعدام البديل عند القاعدة الشبابية في المخيمات.
و أوضح البيهي ، في تصريح له أن “غالي يعتبر، أيضا، أول أمين عام في تاريخ جبهة البوليساريو، كما تتوفر فيه الشروط التي سبق أن وضعت خلال المؤتمر الأخير، خاصة ضرورة توفر المرشح للأمانة العامة على تجربة قتالية، كما يعتبر من أبناء المنطقة، على عكس محمد أمين ولد البوهالي الذي هو من مواليد تندوف وأنه جندي سابق في جيش التحرير الجزائري”.
كل هذه العوامل جعلت إبراهيم غالي أكثر المرشحين تفضيلا لدى القيادة الجزائرية، يقول الناشط الحقوقي، بالإضافة إلى تكوينه السياسي وتقلده لعدد من المناصب المدنية؛ كممثل لجبهة البوليساريو في مدريد والجزائر، بالإضافة إلى منصبه كرئيس أمانة المكتب السياسي في البوليساريو، في مقابل ترسيخ فكرة أن “انتخاب أي قيادي أخرى لهذا المنصب يعتبر مخاطرة بمصير القضية”.