قبل اتخاد أي قرار سلبي، ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ أن ﻧﺒﺬﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻌﻨﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ المواقف ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ.
لكن، ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻬﺪﺩﺓ ﺑﺎﻟﺨطر ؟
أﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺍﻥ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ أو ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺠﻮﻡ ﺟﺴﺪﻱ ؟
ﻗﺪ يلجأ المعتدى عليه إلى توجيه ﺿﺮﺑﺔ، ليربك المهاجم أو يشل ﺣﺮﻛﺘﻪ، و الهذف ﺑﺬﻟﻚ، إيقاف ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ و تجنب لطمات المهاجم.
فكم من بلاغ أصدرته المديرية العامة للأمن الوطني، تخبر به الرأي العام عن رجل أمن، اضطر لإستعمال سلاحه الوظيفي، لشل حركة مجرم هاجمه بسيف أو ما يشبه ذلك…
لذا، ﻫﻨﺎﻟﻚ ظروف يبرر ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، و من ﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ أن ﻳﺤﻤﻮﺍ أنفسهم ﻭ ﺃﺣﺒﺎﺀﻫﻢ ﻣﻦ الأعمال ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭ الأذى…
فهل ﻳﺪﻳﻦ القانون الجنائي المغربي، ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﺘﻌﺬﺭﺍ ؟
لتبريره، يجب أن ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻬﺪﺩ حياتنا، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺟﺮﻳﻤﻪ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ أساسي، ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ أي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أشكال ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ أنفسنا….
إﻻ أن هناك ما لا يعتبر دفاعا شرعيا، كبعض “الأعمال ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﻪ”، ﻣﺜﻞ الوالدين ﻋﻨﺪ عقابهما الأبناء، إذ ﻻ يجوز للإبن ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ عن النفس.
و ختاما، يجب أن يكون الدفاع عن النفس، آنيا أو ﻭﺷﻴﻚ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ، ﺣﺘﻰ تبرر ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ القوة…..
و كل تعنيف جسدي، وقع ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ الحادث، يعتبر عدوانا و جريمة، ﻭ ﻟﻴﺲ دفاعا عن النفس.
عشور دويسي