الجزارة بفاس… بين غش الباعة و غياب المراقبة

أثمان اللحم و الكفتة و النقانق و غيرها معروف في الأسواق بالحاضرة الإدريسية فاس لكن تجد، في بعض الأحياء أحدا يزيد دراهم عن الآخر عندما يكون بحي راقي كحي السعادة أو ملعب الخيل أو طريق إيموزار…. أي أن المواطن يجد اللحم مثلا عند أحد الباعة بـ 70 درهما، وعند آخر بـ 80. ولن تسمع من فم المشتري سوى تعليقا خفيفا من قبيل: “زايد 10 دراهم في الكيلو”، ولن تكون إجابة البائع إلا على شاكلة: “ما بغيتيهش خلليه.. كاين للي يديه”! هكذا دون مراقبة.. ولا محاسبة من لجان المراقبة!

فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول عياد.م في اتصاله بفاس نيوز اشتريت كيلو من النقانق الصوصيص لما عدت إلى المنزل و فتحت الكيس وجدته حوالي تقريبا 850غرام و رائحته كريهة ما فيه ما يتشاف و رغم أن المسافة طويلة من المنزل إلى الجزار الذي اشتريته منه إلا أنني أصررت على العودة عند البائع الغشاش المتواجد بالقرب من سوق الأطلس بفاس و لما وصلت قلت له بأن الصوصيص الذي بعته لي ناقص في الميزان و أنه فاسد و رائحته كريهة حيث تجادل معي قائلا بأن سلعته ممتازة و أنه وزنه أمام عيني .

لا يَخفى على أحد لازمة المغاربة مع الجزار و”الكفتة”: “حيد ديك للي فالطحانة ودير هادي”.. ! هكذا يضحك الجزار على المشتري بأن يظهر له وكأنه يطحن له قطعة اللحم التي اختار، وهو في واقع الأمر قد وضع مسبقا داخل الخلاط ما أراد هو من شحوم وبقايا لحوم لم تبع.. إلا إن كان المشتري من أصحاب “الزرقة” الذي سيؤدون ثمن 4 كيلوغرامات فما فوق من اللحم، حينها فإن المعاملة تصبح خمس نجوم، إذ يختار له الجزار من “الهبرة” ولحم العجل الرطب الهش ما لذ وطاب

ومن دون تعميم الأمر أصبح لا يُطاق، إذ أن الغش أصبح عملة الأغلبية وأصحاب الضمير هم الاستثناء.