تبلغ خديجة أمرير التي متعها الملك محمد السادس بعفو استثنائي ليلة أمس الإثنين 01 غشت بتدخل من المجلس الوطني لحقوق الإنسان 43 سنة.
تمت إدانة خديجة بعقوبة الإعدام قبل عقدين تقريبا، استفادت من عفو أول حول عقوبة الإعدام حولها إلى سجن مؤبد، وعفو ثان حولها من مؤبد إلى سجن محدد، ثم عفو ثالث أزال سنتين مما تبقى لها كعقوبة حبسية.
ويذكر أن خديجة تعلمت القراءة والكتابة داخل السجن، وحفظت القرآن الكريم وحازت على شهادة في الخياطة وأخرى في الحلاقة.
خديجة التي دخلت السجن وعمرها 21 سنة، تنتظر بشوق لقاء صغارها ووالدها البالغ من العمر 103 سنة والذي ظل ينتظرها سنينا طويلة بفارغ الصبر.
قضت خديجة أمرير عقوبتها متنقلة بين سجون المملكة بطلب منها لتبين لباقي النزلاء والنزيلات عبر التراب الوطني انه يمكن للسجين أن يحظى بفرصة ثانية، ويمكن له أن يكون إنسانا جديدا إيجابيا.
وتعتبر خديجة المرأة الوحيدة التي حكم عليها بالإعدام في المغرب، نتيجة لارتكابها جريمة قتل قبل حوالي 20 سنة.
وكانت علاقة خديجة بباقي السجينات علاقة مثالية وإيجابية جدا، ونفس العلاقة كانت تجمعها مع الحراس وموظفي وموظفات السجون، مما جعل جميع من يعرفها يقر بسلوكها الحسن، وطريقتها النموذجية في التغيير الذاتي الإيجابي.
بالأمس غادرت خديجة أسوار السجن وفتحت يديها على مصراعيها لتعانق الحرية والحياة، وتبدأ مشوارا جديدا وهي ذاهبة نحو مسقط رأسها بالدار البيضاء، لتلم شمل عائلتها وأسرتها وتبدأ الحياة بتفاؤل ونفس جديد.
وقالت خديجة في تصريح مؤثر أنها تشكر الملك محمد السادس من أعماق قلبها، وأنها تعتز بوطنها وتحب جميع المغاربة، وأضافت أنها دخلت السجن إنسانة وعاشت داخله إنسانة وخرجت منه إنسانة كلها تفاؤل وإقدام على الحياة.