“المايوه” الذي ارتدته السباحة الليبية دانيا حجول خلال منافسات الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بريو دي جانيرو كان الموضوع الأكثر نقاشا هذه الأيام بين روّاد مواقع التواصل الإجتماعية في ليبيا، منهم من يرى أنه من حقها كسبّاحة لباس ثوب السباحة ومن يراه معارضا للدين والقيم.
وخرجت دانيا حجول أمس الأحد من سباق الأولمبياد بعد حلولها في المرتبة الرابعة ضمن تصفيات 100 متر بزمن قدره 1.25.47 دقيقة وهو يعتبر رقمًا تاريخيًا لرياضة السباحة النسائية في ليبيا، إلا أن صورها مازالت تتصدر الصفحات الإجتماعية لليبيين.
وفي تعليقها على طريقة لباس دانيا حجول تقول مشيرة عبد الحفيظ” أن تكون سباحة شيء رائع، ولكن أن ترتدى خرق كهذه فهو أمر يدعو للعار. فالخلق أهم من تصدرالفوز. تمنينا أن تكون مميزة بكل شيء كعربية وليبية فقد قطعت أشواطا فى المياه ولكنها ما زالت تحبو في الخلق والدين، هذه المُشاركة لا تمثلنا”.
ويضيف طارق الراجحي على الموضوع نفسه أنهم يروّجون على أنها رفعت رؤوسنا أمام العالم، لكن رفع الرأس لا يمكن أن يأتي بـ”قلة الحياء والتعرّي”، مشيرا إلى أنه أصبح يخشى بعد مرور الوقت أن “تمثل فتاة ليبية في فلم إباحي وتشتهر به فيقولون أنها رفعت رؤوسنا أمام العالم بعد أن أصبح رفع الرأس يأتي بفوز في سباق رياضي مقابل التخلي عند الدين وعرفنا والعرف والأخلاق”.
ويذكر أنه تم اختيار دانيا حجول البالغة من العمر 17 سنة لتكون أول سباحة ليبية تشارك في الأولمبياد ضمن فريق ليبي يضم أربعة متسابقين آخرين، وذلك بالنظر إلى سجلها المتميز حيث فازت العام الماضي بثلاث ميداليات ذهبية في دورة دولية في قطر واستطاعت أن تتأهل إلى بطولة العالم في روسيا.
لكن ذلك “لا يشفع لها بأن تظهر بلباس مخالف للشرع وتسبح أمام الجميع وتنقل صورها على الشاشات” حسب محمد يحي، مضيفا” أنا لست ضد ممارسة المرأة للرياضة شرط عدم تعارضها مع تعاليم الدين ومن يرى في لباس ابنتنا ما يعيب ويخالف الشرع سأسأله هل ترضى ﻻبنتك وأختك أن ترتدي مثل هذا اللباس؟”.
واكتفى عبد الباسط بلعيد بقول أن السبّاحة المشاركة في الأولمبياد ليبية لكنها لا تمثّل البيئة البيئية.
غير أنه في الجانب الآخر، دافع عدد كبير من رواد المواقع الاجتماعية في ليبيا عن طموح السباحة دانيا حجول ورغبتها في تشريف بلدها وطريقة لباسها بعيدا عن كل التقاليد والروابط الإجتماعية، معبّرين عن أملهم في أن تكون نقطة مضيئة في سماء ليبيا .
وفي هذا السياق يقول محمد بن دلة “على كل حال يكفي أنها مثلت ليبيا في هذه الرياضة العالمية وأما لباسها لم يكن لغرض إظهار مفاتنها أو إشباع غرائز وإنما يعتبر من متطلبات اللعبة”.
وأضاف أن المشاهدين لهذه الرياضة ينظرون إلى المهارات الرياضية وحركات الغطس والسباحة المثيرة التي يؤديها المشاركون في هذه اللعبة بعيدا عن كل أشكال الغريزة العالقة في مجتمعاتنا.
من جهتها قالت منيرة مادي مادحة رانيا حجول ” جميعهم سيشاهدونها بعيونهم الجائعة المتحرشة، ليس بنظرة الباحث عن الفن ومتعة الرياضة، أيتها الأميرة الرائعة، لقد شرفت بلادك، أرك نقطة ضوء صغيرة تنير الطريق، يومًا ما ستحلق بك الفراشات العاشقة للحرية والنور، يكفيك فخرًا أنك تحديتي خفافيش الظلام”.
وكانت دانيا قد بدأت ممارسة السباحة بانتظام قبل أربع سنوات في مالطا قبل أن تنتقل إلى بريطانيا لمواصلة هوايتها المفضلة، وتأمل دانيا (17 عاما)من وراء مشاركاتها الدولية أن تحقق انجازا باسم بلدها في الألعاب الأولمبية، لكنها تتطلع أيضا لأن تصبح مصدر الهام لليبيات أخريات يعشن في مجتمع محافظ لا يتساهل مع فكرة ارتداء المرأة لثوب السباحة.