تقرير حول الاحتفال السنوي بموسم الولي الصالح مولاي إدريس الأكبر الذي أحيته الطريقة يوم السبت 9 ذو القعدة 1437الموافق 13 غشت 2016 م بمدينة زرهون بمكناس تحت شعار “أَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي “

بسم الله الرحمن الرحيم
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون”
في 10 ذو القعدة 1437 هـ
الموافق 14 غشت 2016 م
تقرير حول
الاحتفال السنوي بموسم الولي الصالح مولاي إدريس الأكبر
الذي أحيته الطريقة يوم السبت  9 ذو القعدة 1437الموافق 13 غشت 2016 م  بمدينة زرهون بمكناس
تحت شعار   “أَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي “
 
في إطار فعاليات موسم مولاي إدريس الأكبر و بتنسيق مع نقابة الشرفاء الأدارسة، أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية يوم السبت 9 ذو القعدة 1437الموافق 13 غشت 2016 م  بعد صلاة العصر ، احتفالها السنوي بموسم الولي الصالح مولاي إدريس الأكبر بمدينة زرهون بمكناس، بحضور عدد كبير من منتسيبها و مريديها و كذلك عدد كبير من شيوخ و مريدي الطرق و الزوايا الصوفية الأخرى بالمملكة و محبي آل بيت رسول الله.  
 
و نظم حفل هذه السنة تحت شعار “ أَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي “. 
 
و بخصوص اختيار هذا الشعار، أوضح الناطق الرسمي للطريقة الصوفية العلوية المغربية، السيد رضوان ياسين ،   ”   إن المحبة المحرك الأساس في شرعة أهل الله، التي من خلالها يتمكن العبد المومن من أداء الفرائض، برغبة جامحة، وبطيب نفس، ويتعداها إلى النوافل، فيحظى بحب الله، وبواسطتها تتحقق حسن المعاملة بين الناس” يحببون الله للناس ويحببون الناس لله … الحديث” . “وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ” . ولا تكتمل هذه المحبة، وتصبح كالبدر حين التمام، إلا بالمحبة الصادقة للعترة النبوية الزكية، أي أهل البيت. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم ” ” أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي”.
 
وفي نفس السياق، أكد مقدم  زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة مكناس السيد الحاج المصطفى مفليح ” إن تعظيم و توقير آل البيت واجب على كل مسلم و مسلمة و نحمد الله على أن أنعم على بلدنا بوجود آل البيت في بلدنا منذ أن عم الإسلام ربوع هذا الوطن إلى يومنا هذا  مع بيت الشرف العلوي و محبتهم يانعة و حية في القلوب “.
 
و انطلق الحفل من ساحة المدينة بعد صلاة العصر حيث تجمع الحاضرون و انطلقوا مشيا على الأقدام إلى رحاب الولي الصالح بذكر و مديح و صلاة على رسول الله يتقدمهم فضيلة الشيخ الشريف سيدي سعيد ياسين و مقاديم الطريقة الصوفية العلوية و الضيوف الكرام.
 
و في رحاب الضريح و كذلك القبة الحسنية المجاورة للضريح ، رددت أذكار و صلوات على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و تليت سور من القرآن و أقيمت الحضرة الربانية تلته قراءة دعاء اللطفية حيث رفعت بعد ذلك أكف الضراعة إلى الله عز و جل أن يرزق أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس العز و النصر و التمكين و أن يبارك خطواته الميمونة و أن يديم عليه موفور الصحة و العافية و السعادة و الهناء وأن يحفظ ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكية الشريفة. كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.
 
و قد ألقى فضيلة الشيخ الشريف سيدي سعيد ياسين كلمة بالمناسبة أكد فيها على وجوب الإحسان لآل البيت و توقيرهم و تعظيمهم و المودة. وأضاف فضيلته  ” إن دأبنا في هذا البلد الأمين، والمنة من الله، هو حبنا الفطري لآل البيت منذ نشأة الأمة المغربية، فترى أبناءها يحترمون ويعزرون ويوقرون ءال بيت رسول الله، الى يوم الناس هذا، خلفا عن سلف، وكابرا عن كابر، وفاء للعهد الذي قطعوه على أنفسهم، فجعلوه بيعة شرعية تتجدد مع مرور الأيام والسنين، فأصبحت الحبل المتين، الذي يجمع بين العرش العلوي المجيد، في ظل عهد سليل الدوحة النبوية الشريفة، مولانا أمير المؤمنين، حامي حمى الوطن والدين، جلالة الملك الملهم، محمد السادس، حفظه الله بما حفظ به الذكر الحكيم، وأيده بنصره المبين، وحرسه بعينه التي لا تنام، وكنفه بكنف العناية والسداد، كما نسأله سبحانه أن يبقيه ذخرا وملاذا لأمن واستقرار الأمة المغربية، ويديم عليه موفور الصحة والعافية، بحق بركة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم . “
 
و استمر الحفل البهيج بالقبة الحسنية بعد صلاة العشاء إلى ساعات متأخرة من الليل، امتزج فيه  تلاوة القرآن و المديح و السماع، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات ربانية. و قد ألقى أساتذة و علماء أجلاء كلمات أكدوا فيها وجوب تعظيم و محبة آل البيت لما فيها من خير كثير. و ألقى الطالب كمال الدين أغنى الناس من نيجيريا قصيدة شعرية في حق محبة آل البيت. و كما جرت العادة، قام وفد من مريدي  و ضيوف  الطريقة يتقدمهم فضيلة الشيخ بزيارة لمنزل النقيب تخللتها سماع و مديح و تلاوة للقرآن الكريم.
 
إن الهدف الأسمى للطريقة الصوفية العلوية المغربية من هذا الاحتفالات و الملتقيات هو غرس المحبة في قلب المريد و إذكاء روح العمل و العبادة لدى الفرد، و مواكبته للتطور و المساهمة في تنمية محيطه مع الحفاظ على هويته و الدفاع عن ثوابت الأمة.
 
و معلوم أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام و شيخها الحالي و ممثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة هو الشيخ الحاج سعيد ياسين و سندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها “مقدمين” حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر و الفكر.
 
 
الطريقة الصوفية العلوية المغربية