تحقيق : على دير الجبل صفرو زغرودة ..والسياحة الله يجيب ، يحتضن إقليم صفرو العديد من المؤهلات الطبيعية و التاريخية المهمة و التي تظل في حاجة الى تثمينها و التعريف بها و الى مخططات وبرامج تنموية لاستثمارها في المجال السياحي من اجل إقلاع اقتصادي وتوفير فرص للشغل.
ورغم أن الاستتمار السياحي بالاقليم قد عرف في السنوات الأخيرة انتعاشة عبر تشييد وحدات فندقية واستثمار في دور الضيافة إلا أن ذلك لم ينعكس على مستوى جلب السياح او تحريك السياحة الداخلية مما يطرح سؤالا حول محدودية التعريف وتسويق المؤهلات السياحية الواعدة ألتي تزخر بها المنطقة.
مدينة صفرو فسيفساء الحضارة . و المعمار تحتضن مدينة صفرو العتيقة معالم من التاريخ الحضاري و المعماري الدي يشهد على التعايش الذي عرفته الديانات السماوية الثلاث داخل اسوارها . تعايش بصم عقودا من الزمن بتناقح الحضارات حيث تجاورت بيع اليهود وكنيسة النصارى إلى جانب الزوايا الدينية المنتشرة في ربوعها هذا التعايش الفريد الدي عمر لعقود تجد له صدى إلى اليوم في تنوع العادات و التقاليد المتوارثة لدى ساكنة المنطقة وايضا في تنوع الفسيفساء المعماري للمدينة العتيقة التي يخترقها نهر اكاي على أربع قناطر وتتميز باحتضانها لهندسة مائية فريدة حيت يتدفق الماء إلى داخل منازلها الثراتية .
فإلى جانب معمار المورسكيين بحي الشباك والدين توافدوا على صفرو بعد سقوط الأندلس هناك العمران الأمازيغي الذي يحتضنه حي درب عمر وتتميز هذه المنازل التاريخية بفساحتها ووبساطتها المعمارية وبحيي البستنة وعرصة الدار نستشف معمارا على الطراز الاندلسي إضافة الى العمران اليهودي بحي الملاح و الذي تعرض جزء مهم منه للتدمير.
وعلى خلاف ملاحات اليهود التي استقرت على هامش المدن المغربية العتيقة يتموقع ملاح صفرو او الحي اليهودي في مركز المدينة العتيقة مما يعكس المكانة التي احتلتها الطائفة اليهودية في المجتمع الصفريوي والتي عرفت ازدهارا كبيرا وتميزت بنشاطها في النسيج الاقتصادي. ويمكن التمييز بين اليهود الدين توافدوا على المدينة في حقب تاريخية قديمة من تافيلالت واليهود الدين توافدوا على المدينة قادمين من الأندلس. ولازالت الطائفة اليهودية تحج إلى مدينة صفرو في مواسمها الدينية كل سنة للتبرك بمزاراتها الدينية خاصة بكهف اليهودي.
جبل بينا معلمة اركيولوجية وأنت تلج إلى مدينة صفرو على طريق فاس يبدو لك جبل بينا المطل على يمين مشارفها.
في الستينات من القرن الماضي قادت الابحاث الاركيولوجية التي قام بها الباحث شارل ريفوليي في هذا المكان الى اكتشاف محاتات لوحيد القرن وبقايا دب إفريقي منقرض وجمجمة للإنسان القديم كما تم العثور في كهوف الجبل على أدوات للصيد و منحوتات من حجر السيليكس ورسوم على الصخر مما يوحي أن جبل بينا عاش وقائع تاريخية من العصر الحجري كما تؤكده العديد من المعطيات الاركيولوجية التي تؤكد ان دير صفرو بين ملتقى النهر والجبل استوطنه الإنسان القديم حيث وفرت له تضاريس المنطقة و كهوفها الكاريستية ملاذا آمنا وهذه الكشوفات تتقاطع مع اكتشاف جمجمة للإنسان الانديرطاليان في بداية الثمانينات بمنطقة عيون الصنام المتاخمة للمنطقة مما يؤكد أن الإنسان القديم استوطن المنطقة. وقد قادت هذه الاستكشافات إلى إخراج قانون لحماية جبل بينا كموقع اركيولوجي يحضى بالحماية. يتبع…
بقلم هشام الصميعي