على إثر الأخبار المتطابقة الواردة خلال الأيام الأخيرة عن احتمال إستقالة لحسن حداد، وزير السياحة و عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية بعد المضايقات التي تعرض لها، من الحزب بسبب منعه من الحصول على التزكية للترشح لانتخابات السابع من أكتوبر المقبل و منحها لخصمه عبد الرحيم العلافي، أفاد قيادي حركي مخضرم بين الجيل القديم و الجديد للحزب أن الإستقالة سيكون لها تأثير على التحالف الحكومي.
و في هذا السياق أفاد نفس القيادي، الذي رفض الكشف عن هويته، أن تأثير الإستقالة التي أصبحت شبه مؤكدة سوف لن يقتصر على داخل الحزب بسبب الخلخلة التي ستحدثها و احتمالات إستقالات أخرى تضامنا مع الوزير، بل سيمتد تأثيرها أيضا على تحالف الأغلبية الحكومية التي يقودها حزب العدالة والتنمية برئاسة عبد الإله بنكيران.
و يضيف ذات المتحدث، أن حداد شخصية عمومية و سياسية مقبولة داخل الحزب، و لم يرتبط إسمه في تدبير قطاع السياحة بفضائح على غرار باقي وزراء الحزب، لذلك يؤكد المصدر أن الاستقالة و الترشح بحزب آخر خصوصا إذا كان من المعارضة، كحزب الإستقلال مثلا حسب مارجح المصدر، سيربك حكومة بنكيران و يجعلها بدون هوية سياسية و أن المسؤولية المطلقة يتحملها الأمين العام للتنظيم السيد محند العنصر لعدم اكثراته لالتزامات الحزب مع حلفائه داخل تحالف الأغلبية و استجابته لضغوط محمد أوزين و حليمة العسالي و محمد مبديع لإبعاد حداد، حسب المصدر ذاته.
و من جانب آخر، اعتبر ذات القيادي المتحدث، أن من حق لحسن حداد تقديم الإستقالة من الحزب بعد إقصائه بطريقة غير ديمقراطية و خارج معايير الترشح التي أقرها المجلس الوطني للحزب، كما من حقه، يضيف المصدر، الترشح للإنتخابات المقبلة كما جميع المغاربة و باللون السياسي الذي يراه مناسبا لتوجهاته الثقافية و السياسية و الجغرافية، و أن المسألة لن يكون لها تأثير كبير على سير الحكومة باعتبار أنها أصبحت حكومة تصريف أعمال في آخر أيامها، غير أن التساؤل يبقى مطروحا حول كيفية إستقبال رئيس الحكومة للأمر أمام تبريرات العنصر في إقصاء حداد لزعزعة الحكومة، في آخر ساعاتها و في فترة الإنتخابات تحديدا، خصوصا أن مبرارته لم تقنع حتى الداخل الحزبي، و لا يمكن تفسيرها إلا في إطار تعبيد الطريق أمام أوزين لقيادة الحزب بدون منافسين أقوياء، و أنه لا تهمه مصلحة الحكومة أو التزامات الحزب مع الأغلبية و تفادي كل ما شأنه عرقلة وحدتها الشيء الذي سيكون له انعكاس كبير على نتائج الحزب في الإستحقاقات المقبلة التي لن تكون إيجابية بالنسبة له حسب القيادي المتحدث.
إبراهيم أشيبان.