سامحك الله يا شيخ محمد ..
مع أنني اطلعت على ما كنت تصرح به من كلام خطير في الدولة ومؤسساتها وكفر الديمقراطية .. لم تسمح لي نفسي بأن أقول كلمة في تسويغ سجنك ولم أقل عن سجنك بأن (الداخلية دارت شغالها)!
بل دافعت عن ملفكم في جريدة السبيل مع ما يكلفني ذلك في علاقتي بوزارة الداخلية ..
وأنت اليوم تبرر ما جاء في قرار الداخلية بمنع ترشحي وتزكي ما قام به البعض من تحريف لكلامي وإخراجه عن سياقه!!
ولم تلتفت لعشرات اللقاءات الصحافية التي كذبت فيها تلك المزاعم التي بنيت على إخراج كلامي من سياقه الصحيح إلى سياق مغرض ..
وأنت نفسك لن ترضى أن يوظف دعاؤك على اليهود المعتدين الذين اغتصبوا الأرض والعرض وسفكوا دماء النساء والأطفال ..
ألست تدعو على هؤلاء في خطبة الجمعة؟
هل ترضى أن يوظف دعاؤك لاتهامك بأنك تعادي اليهود وتدعو لإبادتهم وترفض التعايش معهم؟!
سامحك الله يا شيخ محمد؛ فقد قال الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة… على النفس من وقع الحسام المهند
ومع ذلك فقد سامحتك .. ولن أقع في فخ من يريد ضرب الدعاة بعضهم ببعض .. وسأبقى على عهد المحبة والاحترام والنصيحة مع الفضلاء من أمثالك ..
العزاء في الله تعالى .. ثم في هذا التضامن الكبير الذي شرفني به عدد من شرفاء المغاربة من كل الأطياف والتوجهات وفي مقدمتهم إخواني في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذين أبانوا عن قدر كبير من الشهامة والرجولة ببلاغهم الصادر اليوم .. جزى الله الجميع خيرا ..
حماد القباج