أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد الفضل بمدينة الدار البيضاء.
واستهل الخطيب خطبته الأولى، بالتذكير بأن الإسلام أولى المسنين والشيوخ عناية خاصة، فدعا إلى إجلالهم واحترامهم وحفظ مكانتهم وتوقيرهم، مضيفا أن من تعظيم الإسلام لشأن المسنين وحفظه لمكانتهم أنه راعى ظروفهم وعجزهم البدني في شأن العبادات، حيث أمر سول الله عليه أزكى الصلاة والسلام في شأن الصلاة بمراعاة أهل الأعذار ومنهم الكبير.
وقال في هذا الصدد “يا معشر الشباب، ما كان للكبار من الحسنات فانشروها واقبلوها واذكروها، وما كان من السيئات والهنات والزلات فاغفروها واستروها، فإنه ليس من البر إظهار زلة من أحسن إليكم دهرا، وليس من الشيم النبيلة إعلان هفوة من كان سبب ما بكم من خير، لاسيما الوالدين”.
ومن جهة أخرى، أبرز الخطيب أن المملكة تعيش اليوم حدثا عظيم الشأن، جليل القدر، في حياتها السياسية ومسارها الديمقراطي، تعيش مناسبة فاصلة كما وصفها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في مستهل خطابه السامي بمناسبة الاحتفال بعيد العرش المجيد لهذه السنة، ويتعلق الأمر بدعوة الهيأة الناخبة إلى اختيار أعضاء مجلس النواب.
وابرز انه نظرا لأهمية هذا الاستحقاق، فقد أولاه جلالة الملك عناية بالغة واهتماما فائقا، مستحضرا من جملة ما قاله جلالته إن “المواطن هو الأهم في العملية الانتخابية، وليس الأحزاب والمرشحين، وهو مصدر السلطة التي يفوضها لهم، وله أيضا سلطة محاسبتهم أو تغييرهم، بناء على ما قدموه خلال مدة انتدابهم”.
وأضاف أن جلالة الملك وجه النداء لكل الناخبين بضرورة تحكيم ضمائرهم، واستحضار مصلحة الوطن والمواطنين خلال عملية التصويت، بعيدا عن أي اعتبارات كيفما كان نوعها، ودعا جلالته “الإدارة التي تشرف على الانتخابات للقيام بواجبها في ضمان نزاهة وشفافية المسار الانتخابي”.
واستشهد الخطيب بقول أمير المؤمنين ” إن تمثيل المواطنين في مختلف المؤسسات والهيآت أمانة جسيمة، فهي تتطلب الصدق والمسؤولية، والحرص على خدمة المواطن وجعلها فوق أي اعتبار”، مشيرا إلى أن هذا التوجيه الملكي القوي والبليغ يذكرنا بقول جده المصطفى عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع “اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد”.
وخلص الخطيب إلى القول “أيها المؤمنون، التصويت واجب وطني، وعلينا جميعا ممارسته مسترشدين بهذه التوجيهات الملكية السديدة النيرة الواضحة أنصع ما يكون الوضوح”.
وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم، وينصره نصرا عزيزا ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد بواسع رحمته الفقيدين المصلحين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما ويسكنهما فسيح جناته.