أكد ممثل السينغال لدى الأمم المتحدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية توفر إطارا ملائما من أجل إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع بما فيه مصلحة سكان منطقة المغرب العربي.
وقال مساعد الممثل الدائم للسينغال لدى الأمم المتحدة، غورغي سيس، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إننا “على قناعة بأن هذه المبادرة، التي أعدت بحسن نية، تبقى الإطار الملائم، أكثر من أي وقت مضى، لإيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع، على قاعدة تفاهم دينامي وواقعي”.
وأضاف أنه في حال القيام بالأمر، “ستتعزز وحدة بلدان المغرب العربي، بما سيساعد على خلق الظروف المواتية من أجل تنسيق أفضل للسياسات والمبادرات، بشكل يسهل الاستغلال الأمثل للفرص الهائلة لهذه البلدان، ويعود بالنفع على شعوبها كافة”، موضحا أنه سيسمح أيضا بالتطرق إلى “التحديات التي تفرض نفسها على المنطقة والساحل المجاور وغيرها”، بما في ذلك الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر والتهريب.
وأضاف الدبلوماسي السينغالي أن تسوية سياسية متفاوض بشأنها، على أرضية المبادرة المغربية، من شانها أيضا أن تساعد على الأخذ بعين الاعتبار قضية السكان في مخيمات تندوف، من خلال تطبيق القانون الانساني الدولي.
وجدد سيس التأكيد على دعم بلده للمسلسل السياسي الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية متفاوض بشأنها ومقبولة من الأطراف، مشيرا في هذا السياق إلى “الإرادة الأكيدة للسلطات المغربية لمواصلة جهودها من أجل ضمان النجاح المأمول للمسلسل السياسي الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة”.
من جهة أخرى، أعرب عن “إعجابه بالركائز المهمة التي أرساها المغرب في مجال حماية حقوق الانسان بالمنطقة، والتقدم الذي أحرزه والمعترف به من قبل مجلس الأمن، خاصة في قراره رقم 2285″، فضلا عن تنظيم “الانتخابات الجماعية وأول اقتراع جهوي بالصحراء يوم 4 شتنبر 2015 “دون أية حوادث وفي جو هادئ”، بالإضافة إلى الانتخابات التشريعية التي جرت أمس، 7 أكتوبر.
كما أشاد ب “الجهود الهامة التي بذلتها المملكة من أجل تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالصحراء، خاصة إطلاق النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية يوم 7 نونبر 2015، باستثمار يصل إلى 7,7 مليار دولار، والذي سيمكنه على المدى البعيد من إحداث 120 ألف منصب شغل جديد”.
من جهة أخرى، رحب سيس بقرار المملكة “العودة إلى عائلتها الإفريقية، التي لم يتخل عن الانتماء إليها بتاتا”، مذكرا بأن السينغال “كبلد شقيق وصديق”، انضمت إلى 28 دولة عضو بالاتحاد لتوجيه ملتمس إلى الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي يشيد بهذا القرار، والذي يشكل بدوره “عملا آخر سيذكره التاريخ”.