مديرية مولاي يعقوب : اللقاء التواصلي مع المؤسسات المعنية بتجريب التدبير الأول مسارات تعلم جديدة للسنوات الأربعة الأولى من التعليم الابتدائي

نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بمولاي يعقوب، لقاء تواصليا وتربويا مع المؤسسات  التعليمية  المعنية بتجريب التدبير الأول مسارات تعلم جديدة للسنوات الأربعة الأولى من التعليم الابتدائي التي ستخوض تجريب هذا التدبير.

ترأس أشغال هذا اللقاء التواصلي  يوم الخميس 06 أكتوبر 2016 على الساعة التاسعة صباحا  بمقر المديرية الإقليمية    ذ : عبد الله الغول المدير الإقليمي، بحضور السادة  رئيس مصلحة الشؤون التربوية، والسادة مفتشي التعليم الابتدائي، وبعض أطر المديرية الإقليمية، و حوالي 100 مستفيد – ة-   من السادة مديري المؤسسات التعليمية بالتجريب خلال الموسمين الفارط والحالي، والسيدات والسادة أساتذة هذه المؤسسات التعليمية .

 

وفي كلمته لدى افتتاح اللقاء ، أوضح  المدير الإقليمي  أن  عدد المؤسسات المعنية بالتجريب  وصلت  خلال  هذا الموسم 2017/2016  إلى إحدى عشرة مؤسسة تعليمية ابتدائية عمومية.    مضيفا أن هذا الإجراء ينسجم  مع التوجيهات الواردة في مقرر السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رقم 446/16 بتاريخ 17 يونيو 2016 المنظم للسنة الدراسية 2016-2017،   كما يندرج  في إطار تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2015/2030، خاصة منها المشروع المتعلق بتجديد وتحسين النظام البيداغوجي القائم، واستئنافا للتنزيل الميداني لعمليات التجريب الخاصة بالتدبير الأول “مسارات تعلم جديدة للسنوات الأربعة الأولى من التعليم الابتدائي،

المدير الإقليمي  لم يفوت الفرصة لينوه بعطاءات وجهود  كل الفاعلين التربويين الحاضرين مهنئا السيدات والسادة الأساتذة باليوم العالمي للمدرسي الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل سنة،  وداعيا إياهم العمل على إنجاح هذه التجربة، خصوصا بعد النجاح الذي عرفته التجربة السابقة خلال الموسم  المنصرم 2015/2016 مع المؤسسات التعليمية الأربعة  – مدرسة مولاي يعقوب،مدرسة ابن خلدون، مجموعة مدارس سيدي أحمد البرنوصي، مجموعة مدارس زناتة. التي تم فيها تجريب هذا التدبير.

كما نوه  المدير الإقليمي بالمواكبة الإقليمية وبرامج التأطير والمصاحبة والدعم الذي نظمه السادة مفتشي التعليم الابتدائي خلال الموسم المنصرم، تحت إشراف مصلحة الشؤون التربوية ، لفائدة أساتذة مؤسسات التجريب، وبرامج التأطير الجهوي والإقليمي في مجال الموارد الرقمية الذي استفادت التي استفادت منها هذه المؤسسات، مشيرا إلى أن المديرية الإقليمية ستنهج نفس المقاربة مع المؤسسات الجديدة المعنية بالتجريب خلال هذا الموسم، وذلك بتسطير برنامج إقليمي مكثف، تسهر عليه مصلحة الشؤون التربوية بتنسيق مع السادة المفتشين التربويين من أجل مواكبة ومصاحبة وتأطير المؤسسات الجديدة والمؤسسات التي دخلت غمار هذه التجربة في الموسم الفارط.

من جهته استعرض  رئيس مصلحة الشؤون التربوية، مضامين  المذكرة الوزارية 106 المتعلقة بتأطير تدبير ” مسارات تعلم جديدة للسنوات الأربعة الأولى من التعليم الابتدائي”  وتناول  محاورها بالتحليل وفصل  في  آليات  و كيفيات تنزيل هذا التدبير  وتفعيله ميدانيا داخل المؤسسات التعليمية من الإجراءات العملية المتضمنة في هذه المذكرة.

وتناول السادة المفتشون الكلمة من أجل بسط الخطوط العريضة الواردة في المنهاج المنقح ، وقد توزيع المداخلات على الشكل التالي:

التوجيهات التربوية وقطب العلوم تناولهما ذ:  المفتش عبد العزيز قريش، قطب اللغات تناوله ذ:  المفتش عبد الحميد مخضرمين، وقطب التنشئة الاجتماعية والتفتح تناوله ذ: المفتش يوسف المعاني، حيث فقاموا ببسط وتوضيح كل المستجدات التي وردت في هذا المنهاج، على أساس التفصيل فيها وتأطيرها خلال اللقاءات التربوية التي سيعقده السادة المفتشون في الأيام القليلة المقبلة.

وتناول الأستاذ المفتش التربوي عبد العزيز قريش الإطار التوجيهي العام للمنهاج المنقح للسنوات الأربع من التعليم الابتدائي، وكذلك مجال الرياضيات والعلوم. حيث تعاطى في مداخلته الأولى مع مفردات الإطار التوجيهي العام باعتبارها الناظم لمفاصل المنهاج المنقح، لما تضمنته من تأسيس نظري مرجعي في بناء المنهاج من خلال العناوين الكبرى لهذا الإطار الذي ضم الاختيارات والتوجهات الوطنية والغايات الكبرى لنظام التربية والتكوين، والمهام الرئيسة للمدرسة الوطنية الجديدة وأدوار شركائها، وكذا الاختيارات البيداغوجية في مجال القيم، وفي مجال مواصفات الولوج إلى سلك التعليم الابتدائي ومواصفات التخرج منه، وأيضا في مجال المقاربة البيداغوجية، وفي مجال المضامين وتصريف البرامج الدراسية من خلال طرائق التدريس والكتب المدرسية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وفي مجال التخطيط وتنظيم الدراسة، وفي مجال التقويم والإشهاد والتكوين والبحث التربوي. ووقف بالإضافة النوعية على بعض المحتويات لموقعها الهام من الفعل التعليمي من قبيل جعل الأداء الصفي له معنى عند المتعلم، فالمعنى هو المدخل الحقيقي إلى فعل التعلم، وهو الذي يمركز المتعلم مركز وقطب العملية التعليمية التعلمية، وهو المحفز الرئيس للمتعلم للانخراط في الفعل التدريسي. كما بين ميزة للتجربة في نظره، وهي إقدار هيئة التدريس على البحث، وعلى توظيف منظومة علامات الاستفهام لما يقومون به فضلا عن حرية الأستاذ/ة في بناء أنشطة التعليم وفق معطيات متعلميه ومَنْهَجَتِها حسب خبرته وتجربته ومكتسباته المهنية ومعرفة التجربة المحصلة لديه إزاء ما حصله في تكوينه الأساس والمستمر والذاتي …

وأسهب المتدخلون كل حسب اختصاصه  بالتفصيل على توزيع الحصص الأسبوعية والغلاف الزمني للمواد الدراسية ضمن مجالاتها، وبين في الأخير أهمية البحث للمدرسة المغربية لما يفتح من آفاق تطورها، فيصير الأستاذ/ة باحث مجدد في مهنته. ثم ركز في مداخلته الثانية على أهداف مجال الرياضيات والعلوم من حيث وحدة ارتباطهما النوعي في التفكير العلمي والموضوعي والمنطقي، الذي في عمقه يهدف من خلال هذا المجال إلى تمكين المتعلم من معارف ومهارات وقيم ومواقف تقوي شخصيته وتعزز قدراته العقلية ومهاراته المنهجية وتحفزه على البحث والتقصي والتفاعل الإيجابي مع المحيط، وتبني السلوكات الصحية والوقائية الكفيلة بضمان تنمية ذاته والمساهمة في تنمية مجتمعه، والقدرة على المبادرة وحل المشكلات والابتكار، وذلك في إطار التنشئة على الانفتاح على قيم العلم والبحث العلمي. وعرج على بعض التعديلات التي وقعت في المنهاج كالكسور، وأومأ إلى كيفية تقديم الكسور من منطلق المعرفة الحسية بناء على مفهوم الوحدة، وتمثيلها للمتعلم بالملموسات والمحسوسات، وأثار الانتباه إلى وجوب معرفة الأستاذ/ة بمعطيات المتعلمين البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية … لأنها تصنع الاختلاف بينهم مع معرفة القضايا الإبستيمية التي تطرحها المادة الدراسية لمعالجتها. وأنهى مداخلته بالتفصيل في قادم الندوات والتكوينات التي ستنظمها هيئة لتفتيش لفائدة مدارس التجريب الجديدة إضافة إلى التأطير المباشر أثناء تتبع إنجاز التجربة.

بعد ذلك تم فتح باب المناقشة  التي جاءت في مجملها مرحبة بهذه التجربة، حيث عبر المشاركون  عن استعدادهم وانخراطهم  التام في هذه التجربة، والعمل على إنجاحها، رغم بعض الإكراهات المتعلقة بالاكتظاظ داخل الفصول الدراسية، والأقسام المشتركة،ونقص الموارد البشرية، والتجهيزات الضرورية (الطاولات، السبورات، الحقائب التربوية…).