أثار تسجيل فيديو موجة من الغضب في بريطانيا، بعد أن أظهر رجل شرطة في زيه الرسمي يقوم بكسر زجاج سيارة، كان سائقها بداخلها من أجل إجباره على النزول منها، فيما سارعت إدارة شرطة “ميتروبوليتان” إلى وقف الشرطي عن العمل، معلنة بدء التحقيق في الفيديو الذي وصفته وسائل الإعلام بأنه “مرعب ودراماتيكي”.
وتداولت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في بريطانيا الفيديو صباح الأحد، ليتحول سريعاً إلى “قضية رأي عام”، حيث لا يبدو في المشهد أن رجل الشرطة يتعرض لأي خطر، كما لا يبدو أن السائق يرفض تنفيذ الأوامر، إلا أن الشرطي سرعان ما قام وخلال ثوان قليلة بتكسير زجاج السيارة من أجل إجبار السائق على النزول، وأبلغه بأنه “غير مسموح له السير في السيارة”.
مدة الفيديو دقيقة و45 ثانية فقط، يبدأ بحديث بين الشرطي والسائق، ليشرع بعدها رجل الأمن بتكسير الزجاج ومن ثم إنزال السائق، إلا أن التصوير سرعان ما ينتهي لاحتمال أن يكون الهاتف النقال قد صودر أو وقع أرضاً، ما يعني أن كل العملية استغرقت مدة تقل عن الدقيقتين.
موجة من الغضب
وأثار الفيديو الذي انتشر في بريطانيا كالنار في الهشيم، موجة من الغضب، حيث اعتبرت غالبية وسائل الإعلام والمعلقين على شبكات التواصل الاجتماعي أنه يكشف اعتداء سافراً قام به شرطي ضد مواطن مدني يقود سيارته، فيما لا يجوز للشرطي عامة التعامل مع السائق بهذه الطريقة حتى وإن كان قد ارتكب مخالفة مرورية خلال قيادة السيارة، أو أنه مطلوب على ذمة أية قضية أو دعوى أو شكوى.
في المقابل، دافع الكثير من المعلقين على “تويتر” و”فيسبوك” عن الشرطي، وكتب أحدهم قائلاً: “علينا أن نتذكر أن الشرطي في بريطانيا ليس مسلحاً”، في إشارة إلى أن عليه أن يحمي نفسه سريعاً، ويتخذ قراره خلال وقت قصير خوفاً من أن يكون الشخص المطلوب مسلحاً.
فيما كتب معلق آخر: “كان بمقدور السائق الامتثال فوراً إلى أوامر الشرطي وتجنيب نفسه تطور الموقف إلى هذه الدرجة”.
الشرطة تفتح تحقيقاً
وقالت جريدة “ديلي ميرور” البريطانية في تقرير على موقعها الإلكتروني، مساء الأحد، إن شرطة لندن فتحت تحقيقاً في الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، ويظهر فيه رجل شرطة يرتدي زيه الرسمي ويقوم بالصراخ على شخص تبين أنه “تم تحديد هويته بالخطأ”، في إشارة إلى أن الشرطي كان على ما يبدو قد اشتبه بأن السائق أحد المجرمين المطلوب إلقاء القبض عليهم، قبل أن يتحقق من هويته.
وبحسب الصحيفة، فإن الحادث وقع في منطقة “كامدين” شمالي لندن، وشارك فيه شرطيان كانا يرتديان الزي الرسمي، أحدهما هو الذي قام بكسر زجاج السيارة، ومن ثم قام بقطع الزجاج بواسطة سكين خاص كان بحوزته.
وقال متحدث باسم شرطة لندن: “تلقينا شكوى رسمية بخصوص الحادثة التي تم تصويرها وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والحادثة متورط فيها اثنان من رجال الشرطة في منطقة كامدين بلندن، ووقعت يوم السبت السابع عشر من أيلول/سبتمبر 2016”.