اعتبر الدكتور محمد دالي مسألة التربية البيئية و الوعي البيئي رافعتان قويتان وقادرتان على مواجهة الأخطار التي تنتج في الأساس عن الإنسان وممارساته الخاطئة وسوء توجيهه للتطور التكنولوجي الرهيب الذي يهدد شعور الإنسان في الطمأنينة والأمان . وأضاف مدير الأكاديمية في كلمته عقب افتتاح ندوة تربوية تحسيسية نظمتها الأكاديمية الخميس 3 نونبر الحالي بمدرج المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان بفاس أن المؤسسات التربوية تعد مشتلا للقوة الاقتراحية العلمية والعملية لبعض مشاكل البيئة المحيطة بها عبر أنشطتها البيئية والعلمية. مؤكدا في السياق ذاته انخراط الأكاديمية بكل جدية في تتبع ومواكبة جميع الأحداث الوطنية والتظاهرات العلمية والتربوية
الندوة التي تندرج في سياق الاستعدادات الموازية للتحضيرات الرسمية لبلادنا لاستضافة الدورة 22 لمؤتمر الأطراف بشأن التغيرات المناخية cop22 بمدينة مراكش ما بين 07 و18 نونبر والتي تتزامن مع الذكرى الواحدة و الأربعين لتخليد المسيرة الخضراء المظفرة تناولت بالدرس والتحليل تاريخ مؤتمرات الأطراف – التغيرات المناخية – التغيرات المناخية لمدينة فاس في الخمسين سنة الماضية كما حضر فعالياتها إلى جانب مدير الأكاديمية الجهوية لجهة فاس- مكناس، ممثل عن مكتب التكوين المهني وانعاش الشغل و السيدتين المديرتين الإقليميتين والسادة المديرون الإقليميون و السادة رؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية وبعض موظفي الأكاديمية ومؤطرو الأندية البيئية وفعاليات من النسيج المدني ويسر فقراتها رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والانتاج التربوي .
وخلال هذه المناسبة أكد المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة على الدور الذي تلعبه التربية في صناعة مجتمعات الغد ، وبلورة تصورات لدى الأفراد و الجماعات تجاه البيئة و الحياة والأرض . وفي هذا الصدد ، ذكر مدير الأكاديمية الجهوية ببرنامجين متلازمين خلال الشهر يتعلق الأمر بالبرنامج الجهوي المواكب لمجريات مؤتمر الأطراف، و يتضمن ندوات علمية وأنشطة تربوية وعروض فنية ورياضية ومناظرات ثقافية . كما تنظم المؤسسات التعليمية بالمديريات الإقليمية بدورها أنشطة مواكبة لهذا الحدث ، وذلك بشراكة مع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض اتخذت لها شعار “الطريق إلى مراكش” حيث تضمن أنشطة جهوية وإقليمية لكل المديريات بالجهة
وأشار الدكتور محمد دالي إلى أن البرنامج الجهوي والإقليمي حافل ومتنوع ويحمل رسائل تربوية سيكون لها بالغ الأثر كما ونوعا على الوعي البيئي والإيكولوجي لبناتنا وأبنائنا ، مبرزا الأهداف المتوخاة من خلال هذه الأنشطة والهادفة إلى غرس الشعور بالانتماء الصادق إلى البيئة و المحيط مع توفير المعلومات العلمية الدقيقة حول البيئة و عرض كل مامن شأنه أن يرقى بالتربية البيئية كتربية مستديمة ومندمجة ومتكاملة في كل أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و التنموية .
من جهته قدم عمر الويدادي رئيس فرع فاس لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض مداخلة تحت عنوان “تاريخ مؤتمر الأطراف حول المناخ” تمحورت حول: تقديم نظرة حول تأثير التغيرات المناخية على الأنواع ، مضامين أهم المؤتمرات ومقرراتها ، الصعوبات التي واجهت المؤتمرات.القرارات الحاسمة لمؤتمر باريس cop21،وتحديات مؤتمر مراكش cop22 كمؤتمر لتفعيل قرارات باريس.
كما تميزت الندوة بمداخلتين الأولى تحت عنوان “التغيرات المناخية و التكيفات ” تطرق من خلالها الدكتور حسن عبا أستاذ جامعي متخصص في العلوم البيئية إلى – تأثير التغيرات المناخية على الحياة من خلال ارتفاع درجة حرارة الأرض، ارتفاع مستوى المياه وارتفاع نسبة التلوث. – البدائل الممكنة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وإعطاء أمثلة لذلك . – تقديم توصيات عملية انطلاقا من دراسة علمية شملت بيئة الأطلس المتوسط . وختم الدكتور عبا مداخلته بعرض فيلم من إنتاج جريدة le monde الفرنسية حول ظاهرة المناخ
كما تناول ذ: محمد الدخيسي مدير الأرصاد الجوية للشمال الشرقي في عرضه التغيرات المناخية التي شهدتها مدينة فاس في العقود الأخيرة ، سواء تعلق الأمر بدرجات الحرارة أو بمعدلات الرطوبة وتساقط الأمطار و هبوب الرياح ، كما قدم تصورا مستقبليا لما قد تؤول إليه وضعية المدينة من تبعيات سلبية تفرض إرساء توعية و سياسة بيئية .