وسط الاكتظاظ والازدحام،وسط الصراخ والأنين والضحك والبكاء،جلس عمي”موحى” القرفصاء على الأرض في قاعة الانتظار مع الناس،لقد رافق الموظف الأربعيني الطيب إحدى قريباته المسنات العليلات خالتي”ماما”،لقد ألم بها ألم أقعدها دهرا من الزمان فجاءت المستشفى الإقليمي الجهوي المحلي في مدينة الرشيدية لعلها تحظى فيه بحظها من العلاج والدواء وقد عز في عالمها القروي،الذي طالما نادت كل الحكومات المتعاقبة بضرورة العناية به أقوالا دون أفعال؟؟.ومنذ الصباح الباكر وعينا “موحى” ذو الجلباب الصوفي الترابي والطاقية الرمادية والحذاء الواحي للجنوب الشرقي،لا تزال عيناه جاحظتان على الساعة الحائطية للمستشفى وكأنه عبثا يحاول أن يقرأ فيها كل ما يسمع ويرى في هذا المستشفى من المناكر والمفاخر،الساعة قديمة وكأنها من عهد”أبو قراط”،علاها الغبار وتوقفت عقاربها على الثالثة إلا ربع،الساعة إذن معطلة،الساعة حنظلة؟؟.
ليس عبثا أن أبدع المغاربة قولهم إلا ربع،يعني”اللاروب”ليصفوا به كل النقص في الأشياء وعلى رأسه النقص الفظيع في هذا المستشفى الذي يكاد يصفه الجميع بمستشفى”اللاروب”،فلا يزال هذا المستشفى وكل المستشفيات عبر العالم من شر الأماكن المرتبطة عند الناس بالألم رغم الأمل،والمعاناة والضعف واليأس والانهيار رغم حالات الشفاء والمعافاة،والإحباط والصراخ والأنين،وسريان الوباء المميت على مرأى ومسمع المسؤولين والعاملين والفاعلين والمتدخلين،وكأن دور الجميع رغم كل الجهود والإسعافات وحالات الشفاء والمعافاة لا يعدو أن يكون في معظمه غير تدهور الصحة العامة وانهيار الحالات والشهود على الوفيات وكتابة تقارير تسليمها إلى أهلها،ترى هل من أجل هذا تنفق الدولة ميزانياتها على القطاع وتدرس العاملين فيه في أرقى المدارس والمعاهد والجامعات؟؟.
مرت الساعة والساعتين بالتوقيت الرسمي لبدأ العمل،والثلاثة والأربعة بتوقيت المواطنين المرابطين أمام الأبواب الموصودة في وجههم منذ الفجر،واليومين والثلاثة لمن شدو الرحال إلى المستشفى من تلال الواحات وأعالي الجبال،ازداد الاكتظاظ والازدحام والهرج والمرج والصراخ والأنين والتوتر والغضب ولم يبدأ العمل بعد،لم يحضر الأطباء ولم تبدأ الاستقبالات بعد،وبينما “موحى” لازال يوزع نظراته الهادئة الصامتة بين الساعة الحائطية المعطلة وساعة هاتفه المحمول المتسارعة،قامت قريبته خالتي”ماما”من شدة الفوضى وتجاوزات الجميع وسوء الفهم بين المرضى و الحراس الأمنين،قامت خالتي”ماما”تساعد في تنظيم المرضى ومواساة بعض الحالات وحكاية بعض الطرائف والمستملحات الممزوجة ببعض الحكم وتجارب الألم والأمل والمعاناة والمعافاة التي تنبش بالمباشر وغير المباشر في الصحة العامة بين واقع الحال وانتظارات المواطنين،كان المرضى يتجاوبون معها خاصة كلما ختمت إبرها و وخزها بحكمتها العربية الأمازيغية:”الصحة بيد الله…إوى دو..دو..يا الدونيت..ستاغزي لعمار”؟؟.
لم يعجب ذلك طاقم الأمنيين والممرضين والممرضات الطوافين والطوافات هنا وهناك،فوقفوا ضدها جميعا في جبهة واحدة يحاولون صدها وإسكاتها وكأنهم فرقة”عطاء الله”،ولأن جمهور المرضى والمرافقين كانوا كلهم معها فلم يستطع أحد إلا استفزازها أكثر لترد على الجميع بقوتها الروحية و روحها المواطنة التي لا زالت تحمل جسدها العليل رغم الألم فقامت تقول:”صحيح،أنا مسنة ومريضة يا أبنائي،وكم قلت لابني حبيبي دعنا في بيتنا حتى يعافينا الله بفضله أو نموت على راحتنا بين أهلنا، ولا شأن لنا بالمستشفيات والأطباء ولا الأدوية والعمليات،لكن ولدي “موحى أغوفس يرضو ربي” أصر علي أكثر،وقال أن الصحة عندنا والحمد لله قد تحسنت،المستشفيات في كل مكان والأطباء موجودون وطيبون والأدوية رخيصة بل في المستشفيات بالمجان،وها أنتم الآن ترون كل هذا ليس إلا في التلفاز وعمارات العاصمة في الرباط والبيضاء وفاس ومكناس..،كل عمارة بالقرب منها مستشفى وفي قلبها عيادات ومصحات ومختبرات وصيدليات،ولكن،ليكن مهما يكن فلا دخل للمرضى في شيء،لا دخل لنا يا أحبائي بباب”السبيطار”وما يبتز فيه المواطن زيارات أو مستعجلات؟،ولا بالمواعيد بسبع صفوف وعلى “الشهورة والعيمان”؟،ولا بقاعة الانتظار بلا تنظيم ولا كراسي ولا تلفاز والجو فيها “مطيار”؟،لا شأن لنا ب”الراديو” و”السكانير” “شاشتو كحلة ما تبان فيها صوار”؟،لا شأن لنا ب”الكونظوار”صاحب الوجه الصافي والقلب “المغيار”؟،لا يجمع المرء وثائقه حتى تزهق روح مريضه وتأتيه عنه سيء الأخبار؟،ولا شأن لنا بالمستعجلات إسعافها”أمبان ديما روطار”؟،ولا ب”المختبار”مكسرة فيه الأنابيب و”مكوانسي فيه المجهار”؟،ومن أراد التحليلات فعليه بالمدينة و”الطاكسي والطوبيس والدرهم والدولار”..؟؟.
حيا القوم مرافعة خالتي”ماما” التي رافقوها بالضحك والسخرية أحيانا والتصفيق أحيانا،ولكن ما أن بدؤوا يرفعون على إثرها شعارات واحتجاجات:”هذا عار هذا عار…السبيطار في خطار، يا مسؤول يا مسهول…معروف أنت ولا مجهول،هذا مغرب الله كريم…لا صحة ولا تعليم…جيب الإبرة جيب الخيط…والداجنة والدواء الأحمر”؟؟،هنا ظهر من عمق الممر الطويل رجل محاط بحراسة أمنية مشددة،الرجل أصلع وعلى صدره سماعات طبية ويرتدي وزرة بيضاء ونظارات سوداء،وكأنه رئيس المستشفى يمشي على مهل في استعراض رسمي،وتحييه على الجنبات جوقة الأطباء والممرضين،لم يقف الرجل الصنديد أمام المتجمهرين ويتفحص في وجوههم الشاحبة الغاضبة حتى أشار إلى خالتي “ماما” وقال:”هذه،هذه،هذه…خذوها،خذوها،خذوها من أمامي..إلى قاعة العلاج..؟؟،مهلا..مهلا،لا تتعجلوا أيها الآخرون..كلكم سيأخذكم الأطباء إلى قاعاتهم للفحص بعناية”؟؟،هنا نفذ صبر”موحى”وقفز من سهوه يقول:”وأنا..وأنا..أقصد نحن الأقرباء والمرافقون”؟؟،رد عليه الرجل:”أنتم سيأخذكم “السيكوريتي “خارج المستشفى..ثقوا بالمستشفى وخدماته..ودعونا نشتغل”؟؟، قال”موحى”:”ولكن أنا قريب خالتي “ماما”،ومن الضروري أن أبقى بجانبها،لقد جئنا من قرية نائية ولا نعرف أحدا في المدينة،لا..لا..نحن نثق بالمستشفى وخدماته ولكن،نعم..نعم..هناك ممرضين وممرضات”الله يعمرها دار”،والمستشفى ليس فندقا يا سيدي،ولكن سأؤدي ما يؤدى الناس في الفندق..20 درهما أو30..لا..لا..أتركوها 50 أو 60 تكفي،ماذا 80 او 100 درهم،لا بأس،أنا مستعد،فقط أرجوكم أن تمكنوني من سرير فارغ وأن تزودوني بغطاء مناسب وبعض ما يلزم أصول الضيافة في خدمة المرضى”؟؟.
رافق عمي”موحى” بعدما تركوه قريبته المريضة المناضلة إلى قاعتها،وبعدما قام بشأنها ولبى حاجياتها وطلباتها التي مكث طوال اليوم يحضر أوراقها ويضبط ملفاتها،حل المساء ومكث “موحى” بالقرب من قريبته ينتظر وعود المستشفى بالسرير والغطاء وبعض ما يلزم مغربتنا الصحية الجميلة،صلى المغرب وصلى العشاء وتناول العشاء من بعض أعطيات المرضى التي طالما استعف عنها وعافها دون جدوى،لقد اضطر في الأخير لرد رمقه بها،وكان يتقاسمها مع بعض القطط الطوافة،وفي غفلة عنه سرقت منه قطة سمينة عظما مكسوا ببعض اللحم وهربت لتنفرد به وحدها،فما كان من السيد “موحى” إلا أن طاردها عبر كل مرافق المستشفى وقاعاته ومخازنه ليرى عبر هذه المطاردة العنيفة في هدوء الليل البهيم وفراغ الممرات في كل زاوية ما رأى؟؟. عاد “موحى” إلى جانب قريبته وفي انتظار ما وعد به من سرير وغطاء لم يأتيا بعد،ويظهر انه لن يأتوا وقد مر ثلث الليل ونصفه وثلثه أو ربما ساعة المستشفى معطلة ولكل ساعته؟؟،لم يجد الرجل ما يفعله إلا أن يسامر قريبته ويكملا قصيدتهما عن مرئيات ومرثيات المستشفى فقال:”قلت يا خالتي”ماما”..الإسعاف أمبان ديما “روطار”،آه لو رأيت ما رأيت، آه لو رأيت ما رأيت،ومكث يرددها حتى غلب عليه النعاس،و على أناة الخالة المريضة واوجاعها، نام المسكين كغيره من المرافقين على الأرض،يفترشونها ويلتحفون بها رغم ما دفعوه إلى إدارة المستشفى من 80 و100 درهم،لكن مع الأسف لقد أصبح المرافقون المساكين هم والمرضى وكأنهم في فندق بلا خدمات؟؟.
قضى المرضى ليلتهم الأولى والوحيدة في جحيم المستشفى،وعادوا كلهم في الغد يجرون بعض أغراضهم من المأكل والمشرب والعلاقات إلى نفس قاعة الانتظار بالأمس،ليرفعوا مع الوافدين من المرضى والمرافقين الجدد،نفس شعارات الاحتجاج التي رفعوها بالأمس،ليحضر إليهم في نفس الطقوس من حضروا إليهم من المسؤولين بالأمس،ومن غير بعض الهرولة فليس هناك جديد إذن،غير أنهم لم يتركوا المسؤول يخطب فيهم كما بالأمس، بل السيد “موحى” من ابتدره هذه المرة بالخطاب فقال وسط تصفيقات الجمهور وزغاريد بعض النساء وفي زعامتهن خالتي”ماما” التي يبدو أنها أصبح لها تدخل قريبها مصلا وسلاما فما تركته بالزغاريد ولا دعوات خيرها بطول العمر” تاغزي لعمار”وهو يرافع عن الحاضرين كما كانت هي بالأمس ويقول:”سيدي المسؤول المحترم،لن أسألك عما سألك المرضى على لسان خالتي المريضة المناضلة بالأمس،لن أسألك إضافة عن هل رأيت قاعات العلاج كيف يلعب فيها القط مع “الفار”؟،ولا عن”الكولوار”ولماذا تنطفىء فيه بعض الأنوار؟،ولا عن بعض الأطباء وما يقمعون به مرضاهم ويسمعونهم من كلام العار؟،أهكذا أو لهذا كونتهم الدولة أم على هذا أقسموا ويؤدى لهم الإيجار؟،ولا عن أسراب الممرضات يطفن بين قاعات الطبيبات وسيطات وكأنهن هن المريضات بالوزرة و”الفولار”؟،ولا عن عدس في المطبخ لا يأكله إلا السجناء والمرضى بما فيه من الأحجار؟، ولا عن صيدلية المستشفى وما يضيع فيها من الدواء بالقنطار؟،ولا عن الوصفات الطبية وأوراقها بالطن والقنطار…؟،لن أسألك عن معضلة المواعيد والتنظيم والتواصل حاربتها مؤسسات بنجاح وإلى حد الآن أنتم فشلتم فيها وعجزتم عنها يا لشنار؟،لن أسألك عمن معك أو ضدك أو قرر لك أو عنك فأعطاك أو منعك؟،لن أسألك عن الصحة لازالت بيد الله في عهد “الورودي” والأزهار؟؟،لا ولا..ولا..ولا..،لن أسألك عن عدد اللقطاء في المستشفى فنحن والحمد لله قوم أطهار؟،ولا عن عدد حالات داء فقدان المناعة فنحن نأبى الرذيلة قمة الأخيار؟،ولا عن حالات حوادث السير في العناية المركزة فنحن نحترم القانون ونمشي غير ب”الشوار”؟،ولا عن عدد الجراحة جراء العنف الأسري فنحن كلنا متسامحون أبرار؟، ولا..ولا..ولا..،لن أسألك عن كم حالة حرمت من حقها في المستشفى لأنه بعيد عنها؟،ولا كم حالة حرمت من المستشفى لأن “رميدها”و”ميتويلها” وتأمينها لم تؤمنه في شيء؟، ولا عن عدد الحالات التي توفيت خارج المستشفى لآن موعدها على عكس مرضها كان بعيدا بالأشهر والسنوات؟،ولا عن كم حالة أرسلت من مستشفى إلى آخر أبعد منه إرسالا مجانيا هروبيا؟، ولا عن كم حالة أرسلت من المستشفى إلى مصحة قريبة أو بعيدة ابتزازا وتجارة؟،لن أسألك عن الأعداد والمعدات بين الدولي والعالمي ولا حتى بين المحلي والوطني؟،لا..لا..لا..أبدا فشرح الواضحات من المفضحات وغياب المعايير يفقد المعنى،أنا فقط أسأل سؤالا واحدا فقط وهو يا سيدي كالتالي:”كم الساعة في هذا المستشفى؟؟؟،…لا تنظر في ساعتك ولا ساعة غيرك،إني أقصد ساعة المستشفى،وساعة المستشفى هذه معلقة في الحائط كما ترى،ومحنطة في الثالثة إلا ربع منذ زمان كما نرى،وما معنى الثالثة إلا ربع على حد قول المغاربة،إلا ربع يعني “اللاروب”،ومعناه الشر والنقص في الأمر أي أمر،الثالثة إلا ربع،ساعة مغادرة الجميع في الواقع،أو لم يتبقى من العمل على الأرجح إلا ربع ساعة أو نصف ساعة على الأكثر وهي في كل حال لن يصل فيها أي أحد دوره وإسعافه فبالأحرى فحصه وعلاجه،هذا إن كانت الساعة الجديدة أما إن كانت الساعة القديمة فقد انتهى الكلام وانتهى كل شيء”؟؟.
استيقظ الرجل وحاول أن يكون مسؤولا ولو لمرة واحدة وفي هذه اللحظة الصحية الحاسمة،فقال:”فعلا،الساعة في هذا المستشفى متأخرة بل ربما معطلة،ولكن لا بأس،يمكن أن نصححها ونضبط إيقاعنا على دقاتها والوقت هو الوقت،لابد أن تدور الساعة وفي دورانها دوران كل شيء،هاتوني عصا طويلة لنخلعها”؟؟،أمدوه ب”كراطة” كانت هناك بالقرب في المرفق الصحي بين القاعات،مدها بنفسه على الساعة المعلقة فتدحرجت على الأرض من الأعلى و تكسر زجاجها الشفاف وكادت تلقى عقاربها نفس الكسر،حاول طبيب المستشفى تحريك عقارب الساعة دون جدوى،طالب ببطاريات جديدة دون جدوى،كثر الهرج والمرج من جديد وكاد السيد الطبيب المسؤول يعلن عن يأسه وبأن حياة الساعة كحالة مرضية قد انتهت وتوقفت، وإشارة نبضها القلبي يشير على كل المراسم والشاشات إلى الصفر بكل الألوان؟؟.وهنا تقدم”عمي موحى”البدوي الخبير بالصحة والزمان وأخذ الساعة وقال:”إن الساعة الصحية لا تشتغل ببطارية واحدة مهما كانت قوتها،ولا تدور عقاربها بالصحة العلاجية وحدها مهما كانت أهميتها،فالمدمن والمدخن والمنحرف وما يتعرض له من أمراض، وصاحب العنف والمخدرات وما يسببه في المجتمع من زلات،واليائس والمتطرف والخارج عن قانون السير المفكك لقانون الأسرة وما قد ينتج من حوادث السير وفواجع رهط الأمهات العازبات وأطفال الشوارع،وصاحب البدانة وعقلية الاستهلاك وما قد يرافقه من أمراض مزمنة وتكلفتها الباهضة،كلها أمراض تملؤ المستشفيات وكلها بسبب اعتلال الصحة النفسية ولا يمكن علاجها إلا بالتدخل الوقائي والتوعوي كما يقول الدكتور عبد الله الحريري في كتابه القيم:”كيف الصحة”؟؟،ساعتنا إذن أيها السادة،لابد لها من صحة جسدية علاجية نعم، ولكن أيضا وقبلها ومعها كما تقول منظمة الصحة العالمية:”صحة روحانية نفسية،وصحة فكرية عقلية سلوكية”،وصحة سياسية مجتمعية سليمة،فأين مستشفياتها ومؤسسات أنوارها؟؟،ساعتنا كما يؤكد على الدوام كل المسؤولون والممارسون والمهتمون، في حاجة إلى صحة حسن التدبير والتسيير،وصحة الانفتاح والتشارك، وصحة التحسيس والحملات الإعلامية وتوعية وقرب المجتمع المدني…،وكلها تحديات صحية واقعية لن تتحرك ساعتنا ما لم تعبىء بها كاملة ومتواونة واليوم والان قبل الغد،فهل ترفعون حاجتها وحاجتنا من التحديات؟؟،الوطن يناديكم والمواطن قد أعيته الشكاوى منكم،ولا أدري كم من مناظرة وطنية حول الصحة العامة تلزمنا،ولا كم من مرافعات محلية فردية وجماعية وببدائل تدبيرية وتنظيمية واستثمارية تلزمنا؟؟،أما أنا فما رأيت”عمي موحى”ولا “خالتي ماما” ولا حراس ولا أطباء ولا ممرضات عفا الله الجميع،أنا فقط كغيري من الناس قد أكون رأيت مستشفى المدينة مولاي علي الشريف بالرشيدية بعضا أو عديدا من المرات،وروايتي لا تعنيه بالضرورة وما كان فيها من مماحاة أو محاكاة بين الأماكن والأشخاص والأحداث والمعضلات،من غير الساعة المعلقة والعقارب والساعات والأمصال واللسعات، فإنما هو من وحي الصدف والخيال،والعهدة على آلام المرضى وقد تعلقت بشيطان الراوي آمالهم،وتحية لكل المخلصين المتفانين من ذوي الوفاء والعطاء وهم يسعون جاهدين لتحقيق أحلامنا في الصحة وأحلامهم؟؟.
الحبيب عكي