إن المسار الديموقراطي بالمغرب يعرف تحولا عميقا في السنوات الاخيرة و خاصة بعد الربيع العربي الذي ادخل المشهد السياسي في مرحلة جديدة و متطورة من تاريخه، و انتقلنا من الانتقال الذي طال الى تتبيث الديموقراطية و هو نضال كل مشترك بين كل الفاعلين السياسين و رغم التجاذب السياسي القوي بين الفرقاء يبقى التطور صاعد و إيجابي يؤسس لدولة ديموقراطية حقيقية.
اليوم و بعد نتائج السابع من اكتوبر التي كانت مفاجئة بالنسبة للكل كنتائج، تبقى حقيقية باعتراف كل الاحزاب التب أشادت بنزاهة العملية الانتخابية و هو ما يستوجب احترام تلك النتائج لأنها مرتبطة بإحترام إرادة المواطن و احترام الصندوق و منه التإسيس للقيم الديموقراطية المبنية على حرية الاختيار و احترام ذالك الاختيار و الالتزام بنتائجه .
هذا ما أكده امين عام حزب الاستقلال حميد شباط حيث أشار ان الحزب سيحترم إرادة المواطن و سيدافع عن الديموقراطية و اتبث ذالك بمواقفه يومي السبت و الثلاثاء بعد جمعة التصويت و قد شبهها البعض بمحاولة انقلاب ناعم كالذي وقع في مصر بالانقلاب على الشرعية الديموقرطية و التي تشكل نقطة سوداء في تاريخ الديموقراطية المصرية و تسببت في ويلات في ذالك الوطن الشقيق.
قال عبد الإلاه بن كيران لن نتراجع عن حزب الاستقلال لأن امينه العام اتخذ موقفين الاول رفض الاتفاق على رفع مذكرة مفادها عدم المشاركة في تقودها العدالة و التنمية و المذكرة تضم احزاب المعارضة و الاحرار الذي شارك معنا في الحكومة و الموقف الثاني رفض مهزلة إنتخاب رئيس البرلمان خارج الا غلبية و استطرد قائلا “هذا موقف رجولة و بطولة صعيب في المغرب”.
هنا رأى بن كيران انها محاولة انقلاب ناعم على شرعية النتائج افشلها حميد شباط و التي كانت ستحدث ازمة سياسية في المغرب تأثيرات كبيرة على المشهد السياسي و منه الاقتصادي و الاجتماعي بل الاكثر من ذالك ستشكل اضطراب قيمي في الفهم السياسي للمواطن الذي يتطلع و يؤمن بالشرعية الديموقراطية و هو ما سينتج رِدَة ديموقرطية ان على مستوى الاحزاب التي تريد تتبيث الديموقراطية او على مستوى المواطن الذي سيعتبر ان لا فائدة من التصويت و كل هذا له آثار سلبية على المسار الديموقراطي و التنموي الذي يتطلع له المغرب و كل المغاربة.
و عليه فموقف حميد شباط كما قال عنه رئيس الحكومة المعين ه موقف رجولي و بطولي لأنه اتقذ الديموقراطية من الانقلاب الناعم عليها و انقذ الوطن من أزمة سياسية كانت ستذخل الوطن الى المجهول.
لابد و نحن اليوم لازلنا ننتظر الحكومة 31 في تاريخ المغرب ان نتذكر يومي السبت و الثلاتاء 8و 10 اكتوبر 2016 لنتعلم ان الاحزاب الوطنية هي من تدافع عن الديموقراطية و ان الرجال مواقف و ان هاته الديموقراطية التي نتطلع اليها تأتي بالتضحية و النظال .
أسامة الجناتي