تنظم مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط يومي 30 نونبر الجاري وفاتح دجنبر المقبل بمقرها في إشبيلية (جنوب إسبانيا) المنتدى الرابع لبرنامج “القنطرة: جسور للحوار والتعايش”، تحت عنوان “الوضع الجيوسياسي والقيم في حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط: الوضع الراهن وآفاق المستقبل”.
وأوضح بلاغ للمؤسسة أن هذا المنتدى، المنظم بتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة في إطار برنامج “القنطرة: جسور للحوار والتعايش”، سيحاول تحليل، وبالتفصيل، التحول الذي مر به حوض البحر الأبيض المتوسط على مدى العقود الماضية اجتماعيا وسياسيا وثقافيا ودينيا.
وأضاف أن هذه التظاهرة ستمكن، على المستوى السوسيوسياسي، من فتح مساحة للتفكير حول إمكانية تدبير ومراقبة تحديات اليوم، وتحليل السياسات التي يمكن أن تكون ملائمة أكثر للاتحاد الأوروبي بالنسبة لحوض المتوسط، مع الأخذ بعين الاعتبار الأحداث الراهنة والسيناريوهات المستقبلية.
وتابع البلاغ أن مثقفين وشخصيات من حوض البحر الأبيض المتوسط سيناقشون خلال هذا المنتدى، البعد الثقافي والديني، والمحاولات الواضحة لتوظيف الثقافات والأديان بالمنطقة في ضرب وإلغاء فن التعايش، الذي كان دائما حاضرا بالمنطقة المتوسطية. وأشار إلى أن “هناك حاجة إلى تحليل متخصص لتوضيح هذه القضايا وتجنب المواجهات، وتشويه القيم”، مشددا على أن المنتدى سيبرز الممارسات الجيدة، من قبيل التطور الديمقراطي في تونس والمغرب، كتجربتين مكنتا من عكس هذه الاتجاهات والتنبؤ بالمستقبل. ويتضمن برنامج “القنطرة: جسور للحوار والتعايش” مجموعة من أنشطة التعاون الناشئة عن الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة. وقد تم في إطار هذه المبادرة، التي تروم تأسيس خارطة طريق مشتركة تعالج التحديات الرئيسية التي تواجه مجتمعات حوض المتوسط، تنظيم ثلاث منتديات كبرى، كان أولاها بإشبيلية يومي 23 و24 فبراير 2016 تحت شعار “تنمية: التنوع الثقافي، فضاء للتنمية ومقاومة التطرف”. واحتضنت مدينة غرناطة ما بين 28 و30 أبريل 2016 المنتدى الثاني الذي نظم تحت عنوان “ثلاثة مهرجانات، أصوات البحر الابيض المتوسط” بمشاركة ثلة من الكتاب والمؤلفين الذين ساهموا بتجاربهم الأدبية والفكرية في فتح مسار مشترك من التفاهم والحرية.
أما المنتدى الثالث فنظم بمدينة ملقة ما بين فاتح وثالث يونيو الماضي تحت عنوان “ثلاثة ميد: تواصل البحر الأبيض المتوسط”، وخلق فضاء لحوار خاص بالصحفيين ووسائل الإعلام في حوض البحر الأبيض المتوسط، الذين ناقشوا عددا من القضايا الراهنة.