قصة الحسن الثاني مع ملوك الجان الذين تملكوا قصر أكادير
لطالما طبعت حياة الملك الراحل الحسن الثاني العديد من الطرائف والقصص المثيرة التي بقيت سرا من الأسرار التي يصعب على عامة الناس معرفتها .
ومن بين القصص المثيرة التي وقعت داخل احدى قصور الحسن الثاني تلك التي كشفت تفاصيلها أسبوعية الأيام ، حيث روت كيف أن الملك الراحل الحسن الثاني لم يكن مرتاحا إلى بعض الظواهر الغريبة التي حدثت في قصره بأكادير، حيث أكد الخدم والعاملون أيضا سماع أصوات ومشاهدة حركات لم يجدوا لها تفسيرا.
الملك الراحل قام باستدعاء فقيه ذائع الصيت بمنطقة سوس، إلا أن رد هذا الأخير فاجأ مرسول القصر ، حيث قال له : قل لسيدنا إنني أحترمه وأقدره، وأعتبره إماما للمؤمنين، ودعوته لي شرف كبير، فإذا كان حقا يرغب في رؤيتي والحصول على بركتي فليحضر إلى الزاوية هنا، فمن تواضع لله رفعه.
هذا الجواب قوى من مكانة الفقيه عند الملك الحسن الثاني والذي ظل يتردد عليه في زاويته لعدة مرات، إلى أن حضر الفقيه بنفسه إلى قصر أكادير من أجل طرد الجن رفقة فقهاء آخرين، حيث قاموا برش ماء القرآن على جنبات الحائط داخل القصر إلا وسمع أصوات صياح غريبة، وكان يتخذ أحيانا شكل عويل نساء وأخرى بكاء أطفال…
ويروي الفقيه «س» السوسي كيف أنه شارك في محاولات لطرد جن قصر أگادير وكيف أن نوعا من الجن يدعى ملوك الجان، هو الذي كان يزاحم الملك الراحل الحسن الثاني في أحد أجمل القصور التي بنيت على عهده، قبل أن يؤكد أن الجن كالإنسان يحب التملك ويشتهي في ذلك النفيس والفسيح والمزركش، لذلك قد يكون ملوك من الجان قد اختاروا هذا القصر بما فيه افتتانا به، كما قد تكون الأرض الخلاء التي أقيمت عليها بنايات القصر قد سكنتها عائلات من الجن وتتوارثها أبا عن جد، وهو الأمر الذي يقول الفقيه السوسي أنه قد يكون من بين الأسباب التي جعلت «مخلوقات النار» لا تبرح هذا المكان رغم ما بذله الفقهاء و«مالكو الجن» الذين أحضرهم أعوان الحسن الثاني لجعل بناية عروس الجنوب صالحة للسكن لبني البشر.