قراءة في مضامين بعض الصحف المغاربية لليوم

توقفت الصحف المغاربية الصادرة يوم السبت عند حصيلة سنة 2016 في سياق الأحداث والوقائع الكبرى التي طبعت كلا من تونس والجزائر في العديد من المجالات.
ورصدت مختلف الصحف المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ميزت السنة التي تشارف على الانتهاء، مشيرة إلى “صعوبة الأوضاع في سياق تحولات وأحداث اقليمية ودولية عنيفة، وتراجع الرهانات والطموحات في تغيير ديمقراطي وازدهار اقتصادي واستقرار مجتمعي…”.
ففي تونس ، عنونت صحيفة (المغرب) بالبنط العريض صدر صفحتها الأولى ملخصة حصيلة 2016 “سياسيا: تعثر إعادة تشكيل المشهد السياسي وبطء في الإصلاحات الكبرى.أمنيا: نجاحات أمنية بدم محمد الزواري (مهندس الطيران الذي اغتيل مؤخرا أمام بيته) ..العثور على 19 مخزن أسلحة وتفكيك أكثر من 160 خلية إرهابية.اجتماعيا: التفاوت الجهوي ما زال قائما…”.
وعلق المحرر السياسي في الصحيفة في افتتاحية العدد “بعد ساعات قليلة نودع جميعا سنة 2016…سنة تبدو ضعيفة الكفة من حيث ما قدمت للبلاد…ولكن الأهم من كل تقييم إجمالي هو الوقوف عند مواطن الخلل، حتى نرعى الأمل الذي انبجس ذات يوم منذ 6 سنوات..”.
في سياق متصل ، خصصت صحيفة (الصباح) ثلاث صفحات لتسليط الضوء على أهم أحداث السنة، مشيرة إلى أن الحصاد السياسي ميزته الاستقالات الوزارية وعدم الاسقرار الحكومي والأزمات الداخلية للأحزاب، خصوصا الحزب الحاكم (نداء تونس)، في حين تميزت السنة على المستوى البرلماني بالمصادقة على 80 مشروع قانون، “وإغراق البلاد في الديون….”، مشيرة إلى أبرز المحطات النقابية وإضرابات 2016.
وعنونت الصحيفة صدر صفحتها ب”تونس على أبواب 2017: رغم الصعوبات والمعوقات…يبقى التفاؤل”.
إلى ذلك علقت يومية (الصحافة) ، تحت عنوان “وداعا 2016…سنة أخرى للنسيان”، سنة أخرى تمر بعد ملحمة ثورة 2011، والتونسيون لم يلمسوا بعد أشياء “تؤكد أن حياتهم اليومية تغيرت نحو الأفضل، نحو العيش الكريم والرفاهة والاستقرار، باستثناء هامش الحرية الذي انتزعوه…”، مضيفة سنة 2016 “سنة بيضاء في تجربة الديمقراطية الناشئة رغم كثرة الأحداث والمواعيد والمناسبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية..”.
صحيفة (الصريح) استطلعت آراء عينة من المواطنين التونسيين ، الذين عبروا عن “خيبة أملهم” من حصيلة السنة الحالية، معربين عن أمانيهم في أن تنسيهم السنة المقبلة ” المحن التي كابدوها” جراء غلاء المعيشة والبطالة وضيق العيش…”.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي سيوجه اليوم خطابا بالمناسبة من المنتظر أن يتحدث من خلاله عن أبرز الأولويات خلال السنة الجديدة.
من جهة ثانية، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن تونس تشهد استعدادات أمنية واسعة النطاق، وفي أعلى درجاتها لتأمين الاحتفالات برأس السنة الميلادية، تحسبا لأي خطر إرهابي محتمل، مبرزة أن البلاد تودع سنة 2016 بجدل كبير حول عودة الإرهابيين من مناطق التوتر.
في الجزائر، تسود أيضا نبرة التشاؤم مع التراجعات على المستوى الديمقراطي ، والانهيارات الاقتصادية . وهو ما ترجمه رسامو الكاريكاتير في وسائل الإعلام المختلفة ، من خلال رسومات تشير إلى التقشف واحتمال فترة رئاسية خامسة لبوتفليقة في 2019.
في هذا الصدد، توقفت صحيفة (ليكسبريسيون) عند “حالة توتر وطني” في نهاية هذا العام، تغذيها بدايات مرحلة طويلة من التقشف أدى بالوزير الأول عبد المالك سلال إلى التوجه مؤخرا إلى المواطنين من أجل طمأنتهم.
وخلصت الصحيفة إلى أن الدولة ” لم ولن تتراجع عن العدالة الاجتماعية”، معتبرة أن التدابير المتضمنة في قانون المالية ل 2017 “تشمل زيادات في بعض الضرائب، ولكن لن يكون لها تأثير مباشر على القدرة الشرائية”.
في المقابل، سجلت صحيفة (ليبرتي) أن سلال حذر في خطاب تلفزيوني له، من أنه ” لن تكون هناك أية زيادات في الرواتب عام 2017، دون أن يستبعد في نفس الوقت نفسه احتمال تراجع في الرواتب الشهرية التي تدفعها الشركات…”.
وأضافت الصحيفة أن الوزير الأول “يدعونا بذلك إلى التقشف دون أن يسميه “، في إشارة إلى الالتزامات المتجددة للحكومة من أجل الحفاظ على السياسة الاجتماعية، على الرغم من انهيار إيرادات الدولة.