أكد الياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، أننا بحاجة اليوم لنقوم بإعادة تعريف مفهوم الإعاقة متسائلا حول إن كنا بحاجة لبلورة حلول قانونية لحل المشاكل التي تواجه الأشخاص في وضعية إعاقة أم بحاجة إلى إمكانيات مادية وبشرية لتنفيذ ما اتفق عليه حول هذه القضية. وتساءل العماري في كلمة له خلال ندوة دولية نظمتها جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب اليوم الخميس بطنجة حول موضوع “التنمية الجهوية والإعاقة، تساؤل عن رؤى واستراتيجيات الإدماج الفعلي للأشخاص في وضعية إعاقة، قبل أن يضيف أننا “بحاجة إذن إلى شيء أساسي، وأقول إرادة القانون وتجاوز تلك الأنانية واللامبالاة تجاه من يعيشون وضعية الإعاقة”. إلى ذلك، أوضح العماري أن الجميع يعرف حجم المعاناة التي يعيشها الشخص في وضعية إعاقة سواء من يعاني هذا المشكل بشكل مباشر أو غير مباشر، مضيفا أن الكل يعلم ويعي جيدا ما المطلوب من الحلول لتجاوز هذه المشاكل والمعيقات التي يتخبط فيها الشخص المعاق. وأردف العماري قائلا: ” لسنا بحاجة أن يأتي أي كان بما فيهم رئيس الجهة ليقول يجب كذا ويجب كذا، في الاجتماعات القليلة التي حضرتها سواء بصفتي كرئيس للجهة أو كمواطن مغربي حامل لهم الوطن فمشكل الإعاقة كان كافيا ليس فقط لاكتشاف حجم المعاناة ..لا أبدا ولكن لكي اعرض الحلول التي يجب أن تكون لمعالجة هذه القضية”. وشدد المتحدث ذاته على أننا اليوم لسنا بحاجة إلى المزيد من النضالات فيكفي أن نلتزم بتنفيذ ما راكمناه من قوانين أو بنود ما دام أن العهد يتحول بقوة التاريخ إلى أكثر من قانون، ذلك أننا لسنا بحاجة اليوم إلا لترجمة ما تعاهدنا به. هناك ترسانة قانونية مهمة جدا لم ينفذ منها إلا الشيء القليل وهناك اقتراحات متفق عليها من طرف الجميع لم تتحول بعد إلى قوانين أو إلى واقع يضيف ذات المتحدث. وزاد العماري موضحا ” أقول ليس فقط بصفتي شخص ولكن كمؤسسة تشريعية، أقول لكم أني سأعاهدكم على أن أنفذ ليس فقط ما اتفقت عليه معكم في السابق، بل أيضا ما سيفرزه هذا اللقاء من توصيات وخلاصات فمن حقكم محاسبتي”. ولفت رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة إلى أن الأشخاص الذين في وضعية إعاقة ليسوا بحاجة لمن يمد لهم يده، مشيرا إلى أن الكثير من الناس يعتقدون أن الأشخاص المعاقين بحاجة لمن يمد لهم يد المساعدة مضيفا أنهم يعانون الأمرين مع كامل الأسف”. وشدد العماري على أهمية العمل مع بعضنا البعض والحرص على أن ينعم جميع الأشخاص في وضعية إعاقة بجميع الحقوق وان نمنحهم الإحساس بمساهمتنا مضيفا أن من سيدرك أهمية هذا الأمر هو الشخص الذي يعاني من هذا الأمر سواء بشكل مباشر من خلال أسرته أو غير مباشر. وتعهد العماري بالالتزام والعمل مع ” جميع الشركاء سواء على صعيد الجهة أو باقي الجهات ليس بالترافع وتنفيذ التوصيات فقط لان الإنسان عندما يترافع فان الأمر يتعلق بفئة معينة وبخصوص مسالة الأشخاص في وضعية إعاقة سنلتزم بالدفاع عنهم وسنسعى إلى التنفيذ ليس لان هذه التوصية تخص فئة مجتمعية معينة بل لأنها تخص المجتمع بأكمله وإذا انتهجنا هذه المقاربة والدفاع عنها من اجل الالتزام بتنفيذ ما اتفقنا عليه كشأن مجتمعي، وليس كشأن فئة معينة داخل المجتمع كونوا على يقين بأننا سنصل لأنه لن ندافع حينها على حق الآخر فقط بقدر ما سندافع على حقنا جميعا”. وأبرز العماري أنه حينما يتعلق الأمر بمعركة تخص الجميع فان حظوظ النجاح والانتصار تكون أكثر، معتبرا أن الفئوية جائزة في بعض الأمور كالدفاع عن فئة العمال أو الطلبة أو الأطباء لكن حينما يتعلق الأمر بالإعاقة فهذه القضية ليست مسالة حقوق فئة معينة بل هي حقوق مجتمع بأسره وتابع قائلا ” إذا قمنا بتحويل طرق اشتغالنا من الدفاع عن حقوق مجموعة إلى الدفاع عن حقوق المجتمع كونوا على يقين أننا سنصل وآنذاك جمعيات المجتمع المدني و المؤسسات المعنية بهذا الأمر والتعبيرات المجتمعية الأخرى ستشتغل كمكون وحيد من اجل تنفيذ وتوفير الشروط العادية لممارسة المواطنة الحقة”. يشار إلى أن جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب، نظمت بتنسيق مع مجلس جهة طنجة – تطوان و الحسيمة، اليوم الخميس بطنجة، ندوة دولية حول موضوع “التنمية الجهوية والإعاقة: ما هي الرؤى واستراتيجيات الإدماج الفعلي للأشخاص في وضعية إعاقة”.