في افتتاحية جديدة نشرها على موقعه الرسمي قال حزب الإستقلال إنه “من الطبيعي إن يتقلص منسوب اهتمام الرأي العام الوطني بحلقات المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة المرتقبة ، بعد أن بدأ الملل و القنط يتسرب إلى نفوس العامة من الناس ، و بعد أن حادت حلقات هذا المسلسل الطويل عن السيناريو الأصلي الذي كتبه الناخبون و أخرجته صناديق الاقتراع في السابع من أكتوبر الماضي”.
و تضيف افتتاحية حزب الإستقلال أن ” الملل بدأ يتسرب و القنط شرع في الأخذ بنفوس الناس لأن ما أضحى يحدث يؤكد انعدام المصداقية ، و يؤشر على أن فريقا أو فرقا ألقت بمصلحة الوطن جانبا و غيرتها بحسابات سياسوية ضيقة جدا ، حسابات تهدف إلى إبعاد هذا و إضعاف ذاك و تسييد آخر ، و لا بهم أن تتوقف الحياة و لا أن يتعطل الاقتصاد و لا أن تحدق بالبلاد مخاطر حقيقية ، المهم أن يجتهد و يكد البعض من أجل توظيف السياسة لربح ما خسره بالانتخابات”.
“هذه الوجبات لم تعد تغري أحدا و لا تفتح الشهية حتى ، المغاربة كانوا ينتظرون من الفاعلين السياسيين الحرص على تطوير المشروع السياسي العام في البلاد الذي قطع أشواطا مهمة جدا في مسار إصلاحي قاده جلالة الملك محمد السادس طوال أكثر من سبعة عشر سنة مضت بما يكفي و يجب من إصرار و و قوة إرادة و وضوح رؤية” تضيف ذات الإفتتاحية.
و يضيف الحزب أنه “من الخطيئة المراهنة في منتصف المسير على التنكر للمشروع الإصلاحي العام و الإقدام على الردة عليه لا نعتقد أن أحدا من المغاربة الأذكياء لم يتفطن إلى عمق الحيلة و إلى كنه الخطة التي تستهدف إنكار الشرعية السياسية و استبدالها بشرعية الحسابات البديلة ، و لا أحد من هؤلاء لا يعرف الآن هويات الفاعلين السياسيين الحقيقيين و الفاعلين المزورين و( الكومبارس ) و أرانب السباق ، كل معروف بصفته و إسمه و الدور الذي يقوم به أو الذي أوكل إليه للقيام به ، و لن تنفع مساحيق التجميل الكثيرة و الأقنعة الملونة المتعددة في حجب هذه الحقائق على عامة الناس”.
و اعتبرت الإفتتاحية أن ” مسلسل المشاورات العقيمة متواصل ، و القاصي و الداني يعرف مسبقا مضامين الحلقات الرديئة المقبلة ، و كثير من الناس يتحدثون من اليوم عن حلقات إشراك شركاء من لا شريك لهم أصلا ،و عن توزيع القطاعات حيث قد تدخل هذه المشاورات فيما يأتي من أيام غرفة الإنعاش المركز ، قبل أن تصل حلقات صياغة البرنامج الحكومي و التصويت عليه ، ناهيك عن الحلقات المثيرة التي تهم مسير هذه الحكومة ، إن هي ولدت أصلا ، حيث ستكثر حوادث السير و تتعدد الأعطاب و تتعاظم التشوهات الخلقية”.
و استطردت الإفتتاحية بالقول إن ” مسلسل من هذه الطبيعة لا يمكنه إلا أن يتحول إلى مصدر للاستهجان و الاستخفاف ، و هذا ما يصب تحديدا في مصلحة الناقمين و الساخطين و الحاقدين على الأوضاع العامة الذين يعتقدون أن المجتمع لم ينصفهم ، و تخدم أجندات الساعين إلى تبخيس عمل المؤسسات و تسفيه السياسة و تتفيه الإصلاح الذي كلف البلاد و العباد كثيرا لكي يراكم ما راكمه لحد الآن”.