الطريق لطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي بعد عودة المغرب

مبدئيا، لا تتيح القوانين الداخلية للاتحاد الإفريقي المسماة بالميثاق التأسيسي، طرد دولة مؤسسة للاتحاد من الاتحاد، مهما كان السبب، وإنما تسمح بتعليق العضوية فقط، وفي حالة واحدة ووحيدة تتعلق بحدوث انقلاب عسكري في الدول الأعضاء، وهو ما حدث مع مصر حينما تم عزل الرئيس محمد مرسي، واعتبر الاتحاد الإفريقي ما حدث انقلابا، وطالب بالإسراع بوضع أسس نظام حكم مدني.

وفي مناسبة أخرى، تم تعليق عضوية موريتانيا سنة 2008، بعدما اعتبر الاتحاد الإفريقي التغيير الذي وقع على رأس الدولة بـ«غير دستوري».

بهذا المنطق، لن يتمكن المغرب من طرد البوليساريو من عضوية الاتحاد الإفريقي، إذا كان فعلا هذا من مخططات السياسة الديبلوماسية المغربية، والحالة الوحيدة التي يمكن أن يحقق فيها المغرب هذا الهدف، هو تغييربنود  الميثاق الأساسي للاتحاد الإفريقي من الداخل، خاصة بعد أن تمكن المغرب من تأكيد أغلبيته العددية من خلال الموافقة التي حظي بها طلب العودة للاتحاد الإفريقي 39 موافقة، أي حوالي ثلثي الأعضاء.

هذه هي الحالة الوحيدة للمغرب، التي يمكن عبرها طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، لكن ما هو السبب الذي سيقنع به المغرب باقي الدول الصديقة لطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي؟

لا يمكن الوصول إلى هذا الهدف إلا عبر اعتباره كيان حاضن للإرهاب، خاصة مع الدور الذي يلعبه المغرب في محاربة الإرهاب على صعيد الساحل جنوب الصحراء، أو من خلال مساعدة الدول التي تعاني من هذه الظاهرة، مثل  نيجيريا التي لم يتراجع المغرب في تقديم يد المساعدة بشأن جماعة «بوكو حرام».