دخل “البلوكاج” الحكومي شهره الخامس، دون إحراز أي تقدم في المشاورات الهادفة إلى تشكيل حكومة، عقب الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 أكتوبر الماضي.
واعترف رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، أول أمس السبت أن المشاورات متوقفة إلى حين، مؤكدا في تصريح صحافي عقب اجتماع أعضاء الأمانة العامة لحزبه، أنه يعيش عزلة، قائلا بالحرف الواحد: “أنا حاليا لا أتفاوض مع أحد، وأن المشاورات توقفت، ومنذ فترة لم اتصل بأخنوش ولا بغيره من زعماء الأحزاب المعنية بتشكيل الحكومة”.
وتعليقا على استمرار حالة “البلوكاج” السياسي الحالي، أكد رشيد لزرق، باحث ومتخصص في شؤون الأحزاب، أن عبد الإله بنكيران يتحمل جزء كبيرا من هذا التعثر في تشكيل الحكومة بتركيزه على حزب الاستقلال، بل والمراهنة على هذا الحزب، رغم الأزمة التي خلقها الأمين العام لحزب الميزان، حميد شباط، حول الجارة موريتانيا، وما أعقبها من تداعيات، كان أخرها ما وقع في أديس أبابا، حيث خلقت تلك التصريحات مشاكل جمة للمغرب، الذي كسب الرهان في الأخير وعاد بقوة إلى المؤسسة القارية التي غادرها قبل 33 سنة.
وأضاف رشيد لزرق، حول مآل هذا “البلوكاج” بعد مرور خمسة أشهر على تكليف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة، أن الحل يكمن في تدخل ملكي لوضع حد لكل هذا التعثر، خاصة بعد التطور الأخير في ملف تنفيذ الاتفاق الفلاحي الذي يجمع بين المغرب والاتحاد الأوربي، والذي كان موضوع بلاغ قوي لوزارة الفلاحة والصيد البحري هددت فيه بالانسحاب من الاتفاق المذكور والبحث عن شركاء جدد.
وخلص لزرق إلى أن بنكيران عليه أن يستحضر حجم تداعيات تعثره في تشكيل الحكومة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، خاصة وأن المغرب كسب رهان العودة إلى الاتحاد الإفريقي والمملكة المغربية دخلت في اتفاقيات شراكة مهمة مع عدد من الدول الإفريقية، وعلى الحكومة مجاراة هذا الحضور الاقتصادي الوازن للمملكة في إفريقيا وربح الرهان، كما على رئيس الحكومة المكلف أن يستحضر تداعيات تعثر مشاوراته على المستوى الاجتماعي والتنموي.