لم يُسعفه المرض المفاجئْ ، حتى ُيكمل مشواره المهني الذي خاضه باقتدار كبير وحنكة بليغة داخل أروقة ومصالح مجلس جهة فاس بولمان ( سابقا ) ، فاس مكناس (حاليا) ، فهو الرجل الذي يَذكرُ مُقربوهُ عنه أنه لم تُدَوّن في سجله المهني كلمة “لا” ، أو ” سير حتى لغذا و آجاي ” ، حيويتهُ المُلفتة و صرامته المهنية وشَغفُه الكبير بأداء واجبه المهني ، للأسف إنهار بسرعة أمام حدة المرض وتوجيهات أطبائه الصارمة بضرورة لزومه فترات طويلة من الراحة .
” لم نكن نتخيل يوما غيابه عنا ، إنه محرك هذا المرفق..رغم غيابه سيظل أستاذنا الكبير في التدبير الإداري الرصين و المسؤول.. وجوده بيننا يُشعرنا بطاقة ايجابية خلاقة باعثة على العمل والإنتاج ..صعبٌ علينا التأقلم اليوم دون أن يكون بيننا السي ” عبد الجليل” ….، بهذه العبارات حدثنا أحد الأطر الإدارية رفيعة المستوى بمجلس الجهة ، بينما علامات التأثر والحزن الكبير بادية على محياه .
مصادر أفادت لفاس نيوز أن الكاتب العام السابق ، فضل في بداية الأمر الاستمرار في أداء عمله رغم علمه بمرضه ، لكن تطور حالته المرضيه ، جعلته عاجزا عن الاستمرار في أداء مهمته بنفس الوتيرة المعهود له بها ، ما اضطره في نهاية المطاف للاستسلام لنصائح أطبائه ، وتقديم طلب لرئيس الجهة بإعفائه ، خصوصا وأن الرجل – تضيف ذات المصادر – عُهد عليه عدمُ قبوله بأداء مهني مُنتقَصٍ في الجودة والإتقان والدقة .
هذا و يشار أن الأطر الإدارية بمجلس جهة فاس مكناس ، تعيش هذه الأيام فترات عصيبة وحرجة ، تعود أسبابها أولا للفراغ الكبير الذي سيتركه رجل إداري من طينة السيد ” عبد الجليل القرشي” داخل أروقة مجلس جهة فاس مكناس ، وثانيا للغموض الذي لف مسطرة تعيين مدير المصالح بالجهة الذي سيخلف الكاتب العام الحالي ، و كذا الطريقة التي واكبت عملية إجراء مباراة التعيين .
أمام هذه المتغيرات وغيرها ، يبقى السؤال المطروح اليوم ، هل للسيد إمحند العنصر ، رئيس جهة فاس مكناس ، من الكاريزما التدبيرية والنفس الإداري الطويل ، ما سيساعده على تجويد و تخليق الأداء الإداري لمرفق جهة فاس مكناس ، خصوصا وأن الرجل في كل اجتماع ودورة ينادي بهذا الشعار داخل أروقةٍ ومكاتبَ وقاعاتٍ أرادَ سابقهُ السيد ” الدويري” أن تعلوها آية قرآنية يقول فيها عز وجل : ” أفمن يمشي مُكبا على وجهه أهدى ، أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ” صدق الله العظيم.
ولعل تجويد وتخليق أداء وأجواء هذا المرفق الجهوي ، والإجتهاد في تفعيل المساطر القانونية ، والاقتراب من قضايا ساكنة الجهة بكل مكوناتها الجمعوية والاقتصادية والمجالية ، وعدم الانشغال عن ذلك بأي مبرر أو ظرف ، لهو السراط المستقيم في مهمة تمثيلية من هذا القبيل آ السيد الرئيس .