تَفَجرت بُؤر التوثر بين الفصائل الطلابية ، منذ خروج الشبيبات الإسلامية للفصائل إلى العَلن سنة 1972 ، مالم يتقبله اليسار آنذاك ، فوصلت العَلاقات بينهم إلى مرحلة القَطيعة والإساءة ، كل فصيل أظهر استياءه العارم واشتد غَضبه ، فصار يجري وراء مبتغىً ألا وهو تحقيق الذات والحفاظ على الشرعية والسيطرة على الساحة الجامعية ، مما يُؤملُ لهم الحفاظ على جدار القوة وصيانته ( قوة التنظيم والتسيير الجامعي ) . طَرف يستفز وآخر يرد له الصاع صاعين ” كما تدين تدان ” . صراع الفصائل نتج عنه اختلاف التوجه الفكري والاديولوجي وحدوث انشقاقات داخل الحركة الطلابية ، مما وَلد لنا قطيعة ( مسألة حسابات ) ومعارك اشتعلت نيران الغَضب فيها ولم تنطَفئ . في حوار ونقاش جماعي مع طلبة لا منتمون ، ولا دخل لهم في الشأن السياسي ولا المنظمات ولا الحركات ولا الأحزاب ولا الجماعات الإسلامية ، بينهم وبين الحركة الطلابية والنقاشات التي يعتبرونها لا جوهرية ولا تغني من جوع سوى جلب صراعات فضفاضة نفور تام . يرون على أن ممارسة الحظر على عملهم النضالي من عسكرة واعتقال رموزهم الحل الأسمى والأنجع للحد من هذه الأزمة ( أزمة الجامعة والفصائل ) ، ويؤكدون على أن العنف الجامعي مستمر مادامت هناك فصائل طلابية في صراع دائم حول السيطرة وفرض القوة بغض النظر عن اعتبارها منظمة نقابية تدافع عن حقوق الطالب . فالجامعة قبل كل شيئ تعتبر فضاء للعلم و المعرفة واكتساب تكوين جامعي ذاتي ، يمكنك من الإندماج في قطاع الشغل والوظيفة ” الله يسمح لي ” كما يقول السيد ” عمر الشرقاوي ” . فالأزمة التي عرفتها الجامعات المغربية تسببت في ظهور التطويق المباشر وغير المباشر ، فنتج عن ذلك تقليص دورها كمؤسسة ، فخلقت مؤسسات التعليم العالي خارج نطاقها ، جعل إمكانيات التنسيق في البرامج والإمتحانات والبحث العلمي بين هذه المعاهد وبينها شبه منعدم .
بقلم ادريس شهبي