لأول مرة منذ دخولها الأسواق قبل سنوات، تتمكن عملة “بيتكوين” الإلكترونية من تجاوز سعر أونصة الذهب لتصل إلى 1290 دولارا، وذلك بعد أسابيع من الارتفاع المتواصل الذي لم تتمكن معه أونصة الذهب من تجاوز حاجز 1228 دولارا.
ويبدو أن هناك عدة عوامل تتحكم في أسعار السلعتين، فمن جهة تراجعت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي بعدما أعلن ويليام دودلي، رئيس المصرف الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، أن معدلات الفائدة في أمريكا قد ترتفع “في المستقبل القريب.”
وبهذا الإعلان سادت المخاوف لدى المستثمرين بالذهب، والذين كانوا قد استحوذوا على كميات كبيرة من المعدن الأصفر مؤخرا بسبب عدم جدوى امتلاك سندات الخزينة الأمريكية التي لا فوائد تُذكر عليها، ولكن ارتفاع الفائدة حاليا قد يفتح باب التغيير أمامهم.
أما بالنسبة لعملة بيتكوين الافتراضية، فقد استفادت من ارتفاع الطلب عليها بشدة مؤخرا، ورغم قيمة الذهب التي تبقى محفوظة فيه إلا أن العملة الجديدة التي لم تظهر إلا عام 2009 لديها ميزات جذب كبيرة كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسعار. كما يحبّذ البعض الاحتفاظ بتلك العملة لأن امتلاكها لا يتطلب كشف هوية المالك، ما يجعلها العملة المفضّلة لتجار المخدرات وكذلك السلع غير القانونية.
ويقول شارلز هايتر، المدير التنفيذي لموقع CryptoCompare المتخصص في المقارنة بين أسعار العملات الإلكترونية، إنه ما من صلة مباشرة بين تراجع الذهب وارتفاع البيتكوين، مضيفا أن العملة الإلكترونية: “لديها فئة مستقلة من الأصول المالية وتمتلك القدرة على الاحتفاظ بقيمتها بشكل ممتاز في أوقات الأزمات.”
ورغم الارتفاع الكبير في سعر البيتكوين إلا أن قيمتها تظل موضع تذبذب كبير، فقد تراجعت بواقع 30 في المائة مطلع العام بعدما فرضت السلطات الصينية قيودا كبيرة على التعامل بها في أسواقها، ويرى هايتر أن قضية فرض القوانين على طريقة التداول بتلك العملة ستتسبب ببعض الإشكالات على الأمد القصير لكنها ستساعد في تقوية بيئة الأعمال على الأمد الطويل.