إفتخر يا مغربي بالتفاصيل و الصور هذه هي القوات المغربية الخاصة التي أرعبلت المرتزقة

مع ارتفاع ذروة معارك الصحراء المغربية واشتداد لهيبها كان لابد للقيادات العسكرية للاطراف المتحاربة التفكير في ادخال وسائل جديدة تعزز بها فرص ازاحة العدو قدر الامكان عن تحقيق النصر و ضرب خطوطه قبل تجميعها و وتحولها لقوة عسكرية فعالة على الارض.

بريا على الجانب المغربي جرب القادة استراتيجيات مختلفة مستفيدين من نصائح الداعمين الاجانب وعلى راسهم فرنسا فبدأ المغاربة باستخدام الفيالق الضخمة
المتحركة و كتائب التدخل والنجدة التي لم يكن هدفها البحث عن قوات العدو بغرض الاشتباك معها بقدر ما كان يتعلق بالتجوال والتدخل لتقديم الدعم للقوات المشتبكة او المحاصرة.

جويا كانت السيطرة الجوية بيد المغاربة بحكم افتقار العدو لقوات جوية فتكفل حلفاء الجبهة بتزويدها بصواريخ دفاع جويِ لكن ماعقد الامر اكثر بالنسبة للجانب المغربي كان دولبة هذه الدفاعات مما أكسبها قابلية الحركة و المناورة فصارت السيطرة الجوية للمغاربة محدودة بعامل المكان.

ومن مبدأ حاجة المغاربة لقوات تلقى خلف خطوط البوليساريو لرصد هذه الدفاعات الجوية و تدميرها و كسر هجمات العدو قبل تفعيلها ظهرت القوات الخاصة للمظليين و التي تولت قوات القبعات الخضر Green Barrett الامريكية الاشراف على تدريبها وتاهيلها لخوض حروب العصابات و الحروب شبه النظامية.

مبدئيا لا يمكن الحصول على صورة واضحة للقوات الخاصة المغربية دون الاصطدام بالصورة الضبابية التي يحيط بها الجيش المغربي قواته فاللواءان الاول و الثاني للمشاة المظللين يتم تقديمهما تقنيا كالوية قوات خاصة لكن القوات التي قامت بالعمليات خاصة خلف خطوط البوليساريو ابان حرب الصحراء استنبطت من رحم نخبة اللواء الاول للمشاة المظليين.
وحملت هذه القوات اسم SOTGH او HAHO نسبة لطريقة انزالها
High Altitude – High Opening
بالفرنسية
Saut Opérationnel à Très Grande Hauteur


ومن بين الخمسة الاف مظلي المكونين للواء الاول للمشاة المظليين انذاك تم انتقاء افضلهم وتاهليهم على يد خبراء اجانب في هذا النوع من الحروب فكان عملهم يتجلى على مستويين :

البحث عن بطاريات الدفاع الجوي و اخمادها :
مع ارتفاع خسائر المغرب في سلاحه الجوي تم التفكير في طريقة لاسكات بطاريات سام التي كانت تمتلك منها البوليساريو تشكيلة متعددة و التي كانت انذاك تمثل رعبا لطياري المعسكر الغربي فكان يتم اسقاط القوات الخاصة على ارتفاع يصل احيانا ل 15 كلم بعيدا عن اماكن تمركز وحدات العدو خلف خطوطه الخلفية وكان عليهم الملاحة جويا للوصول لنقطة الانزال المتفق عليها وكان الفرد الواحد يجهز ب :

1-جهاز Altimeter لقياس الارتفاع
2-جهاز التفعيل الالي AAD لفتح المظلة اوتوماتيكا
3-مظلة اساسية و اخرى احتياطية
4-سلاح قياسي و سكين
5-بذلة مضادة للتجمد
6-قفازات وخوذة
7-احذية عسكرية مخصصة للقفز المظلي الحر
8-قناع للتنفس موصول بقنينة اكسجين
9-اكثر من 45 كغم من التجهيزات العسكرية والمؤونة


اضافة الى عربات ومدرعات خفيفة و متوسطة خضعت للتعديل في عمليات التنقل والقتال عبر الصحراء وكان التعديل يشمل تزويدها برشاشات متوسطة وثقيلة و تشكيلة مختلفة من الصواريخ المضادة للدروع.

كما يستخدمون عربات حاملة للرادارت الارضية القادرة على تحديد اماكن الاهداف الصغيرة و البطيئة في نطاق يصل الى 40 كلم انذاك وبتغطية 360 درجة للكشف عن اماكن تمركز البطاريات ووحدات العدو المعادية و التي كانت اغلبها مستوردة من شركة طاليس الفرنسية.


كانت القوات تقوم بدراسة النشاط الراداري للعدو وبعد تحديد مواقع البطاريات كان يتم دراسة الموقف ”أعداد العدو و تسليحه” وغالبا ما كان يتم الاشتباك معه ليلا مستفيدين من تجهيزات القتال الليلي وعاملي التخطيط المسبق و المفاجئة فيما يكتفون بالتخفي نهارا .

اعتراض ارتال ودورياته :

على طريقة حرب العصابات التي اوجدت الفرقة لاجلها كانت مهمة القوات رصد تحركات ارتال البوليساريو التي كثيرا ما كانت تهاجم الوحدات العسكري المغربية ليلا لخلق نوع من الضغط النفسي على الجنود المغاربة فيتم جمع المعلومات عبر:


الرادارت الارضية المرافقة : BOR-A 550
تكبير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية.
طلعات سلاح الجو الاستطلاعية ومعلومات المخابرات

تحديثات القيادات العسكرية

فكان يتم الكمون للقوة المتقدمة ليلا و القضاء عليها ثم الاختفاء مستفيدين من تضاريس الصحراء الوعرة او استدعاء سلاح الجو او مدفعية الفيالق الجوالة للتعامل معها في حالة استعصاء الامر.
وقد تم استخدام هذا التكتيك كشكل من اشكال حرب العصابات في المهمات التي تتطلب الكشف عن الحد الأدنى من الطائرات في ظل الظروف التي تحد من عملها اثناء اختراق منطقة معينة.


عموما لم تكن المهمة اسهل رغم هذا فطبيعة عمليات البحث الطويلة في صحراء تعادل مساحتها مساحة سوريا لم تكن العائق الوحيد حيث واجه المظليون العوامل الطبيعية كالضباب و العواصف الرملية و الانخفاض الشديد في درجة الحرارة اضافة الى التضاريس الرملية المتغيرة وغياب وجود نقاط مرجعية أدى الى الحد بشكل كبير من الاستعمال الفعال للخرائط و تقليص المساحات القابلة للتغطية ما انعكس على اداء العمليات الخاصة بشكل كبير.

حاليا وفي ظل التطور التكنولوجي الحاصل الذي اثر بالايجاب على اليات تدخل هذها النوع من القوات صار بالامكان تجاوز الكثير من العوائق عبر ادماج تقنيات وتكتيكات جديدة من قبيل :
اجهزة التموضع العالمي GPS لتحديد المواقع الجغرافية بدقة دون الحاجة لمراجع.
اجهزة TACBE للحديث الى الطيارين مباشرة و تنسيق الغارات الجوية دون المرور عبر القيادة.
التطور الكبير الحاصل في الميدان العسكري لم ينعكس فقط على تجهيز الوحدات الفردي وانما على الياتهم ايضا حيث صارت الوحدات الخاصة تستعمل عربات هامفي معدلة مزودة باجهزة استشعار حديثة و نسخ حديثة من الرادارات الارضية الكاشفة للافراد و العربات و تشكيلة متنوعة من الصواريخ المضادة للدروع بمختلف اليات التوجيه HJ12- TOW-JAVLIN كون الالوية المظلية بالمغرب تنال حصة الاسد
من صفقات مضادات الدروع.

في هذه الحرب الطويلة أبان رجال العمليات الخاصة كغيرهم من رجال القوات المسلحة الملكية عن تضحية كبيرة و نكران للذات في ظروف قتالية اقل ما يقال عنها انها قاهرة.