أستاذ متدرب يتحول إلى عامل بناء ليعيل أسرته
وجد أستاذ متدرب نفسه يهوي من برج طموح وحلم الاشتغال بمنصب أستاذ للأجيال المقبلة، إلى عامل بورش بناء بأجر يومي من أجل إعالة أسرته، وذلك بعدما تحطم حلمه على صخرة “الترسيب”.
الأستاذ المتدرب المدعو عز الدين الشرع، أب لطفلة ومعيل لأسرة، حسب ما يحكيه مقرب منه على لسانه، حاصل على ثلاث شهادات إجازة في تخصص كل من الدراسات الانجليزية والدراسات الإسلامية و الفلسفة العامة، اجتاز مباراة الانتقاء الأولى والكتابي والمقابلة الشفوية بنجاح قبل أن يلج المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمدينة مكناس في تخصص تدريس التربية الإسلامية، وبعدها تولى مهمة القسم بإحدى مدارس مديرية وزان خلال ثلاثة أشهر المخصصة للفترة التدريبية.
عز الدين، يقول صديقه، اجتاز كذلك جميع مراحل المباراة النهائية التي كان من المفترض أن تكون شكلية حسب المحضر الموقع بين التنسيقية الوطنية للأساتذة الماتدربين والدولة المغربية بحضور ست نقابات تعليمية ومبادرة مدنية، اجتازها بنجاح و بامتياز بشهادة المفتش و الأساتذة المكونين و لجنة الاختبار و مديرية الموارد البشرية، و بتنويه من طرف المدير، و تزكية و تتويج من طرف جميع تلاميذ المؤسسة”، قبل أن يفاجأ بعدم وجود إسمه إلى جانب أسماء زملائه اللذين أُعلن عن اجتيازهم للمباراة بنجاح.
و بعدها بأيام وعندما تأكد أنه تعرض رفقة أزيد من 150 من زملائه لـ”ترسيب مقصود” وجد عز الدين نفسه “متشردا في تراب هذا الوطن الحبيب” يضيف صديقه، ولكي يضمن لإبنته وأسرته الصغيرة والكبيرة ما تسد به ريقها وتستعين به على قضاء حاجياتها الضرورية من أجل البقاء خرج ليبحث له عن أي شيء يقوم به من أجل مقابل مادي، فكانت ورشات البناء الوحيدة التي احتضنته كمياوم.