يوم 4 مارس 2013، خرج خالد عليوة من سجنه، ولم يعد إليه. لم يتمتع وقتها الرئيس المدير العام السابق للقرض العقاري والسياحي سوى برخصة من 4 أيام لحضور جنازة والدته، لكن سرعان ما تحولت متابعته في حال اعتقال إلى متابعة في حال سراح، لكن يبدو أن عليوة لا يرى أي فرق بينه وبين أي شخص قضى عقوبته كاملة، أو خرج من زنزانته بفضل عفو ملكي. لم يعد لمسطرة المتابعة أي مضمون جدي بالنسبة إلى عليوة، ولم يلق بالا لأوامر الحضور المتكررة من لدن قاضي التحقيق، وهو يتصرف في هذه الأثناء وكأن خطأ ما قد حدث حينما توبع هو ومن معه، وعليه أن يضع كل ما حدث وراء ظهره.
بعد عامين على تلقيه أول أمر بالحضور من لدن قاضي التحقيق، نور الدين داحن، دون أن يستجيب له، وهنا يتساءل الوسط القضائي والحقوقي: هل عليوة رجل فوق القانون؟
رجل أعمال!
يعيش عليوة حاليا هانئا في منزله المسيج بالعاصمة الرباط، وبين الفينة والأخرى، يقود سيارته إلى شارع فال ولد عمير، حيث يوجد مقر مكتب دراسات أسسه في عام 1991، ويُدعى Alco. هنالك سيدة تدير المكتب تدعى مليكة أوطالب، وبرقم معاملات سنوي بالكاد يتجاوز 100 مليون سنتيم.
خضع مكتب الدراسات في السنين الأخيرة لحمية في الموارد البشرية، ولم يوظف، طيلة عام على الأقل، سوى سكرتيرة واحدة. لكن شركة عليوة عرفت سابقا أيام مجد، فقد كانت قائمة زبنائها تشمل مؤسسات عمومية ووزارات حينما كان يجلس على كرسيه في المقر الرئيس للقرض العقاري والسياحي، فحينما كان مديرا عاما للقرض العقاري والسياحي، حصل مكتب Alco على مشروع لإعداد استراتيجية تواصل لصالح وزارة الاقتصاد والمالية، كما حصل على مشروع ثان من الوزارة الأولى آنذاك لتقويم مؤشرات التنمية البشرية. وحتى اليوم، لم تتدهور معاملات المكتب كليا، فقد حصل، في 28 أكتوبر الفائت، على صفقة من وزارة الصناعة التقليدية لإجراء دراسة تقويمية لمؤشرات الصناعة التقليدية بالمغرب، بلغت قيمتها 97 مليون سنتيم.
لدى عليوة شركة ثانية أسسها عقب خروجه من السجن، دون أن يكون اسمه في الواجهة هذه المرة، عبارة عن مقاولة بناء. فقد عليوة الكثير من الرفاهية بسبب السجن، وحساباته البنكية قيد التجميد حتى اليوم، وكذلك حسابات ابنه مهدي وأفراد من عائلته. ويقضي عليوة بعض أوقاته في الدار البيضاء حيث عمل لوقت طويل كأستاذ جامعي، وكمدير عام للقرض العقاري والسياحي، ولديه شقة مزدوجة. وهو دائم التردد على منزل أصهاره، ويظهر بشكل متقطع في جلسات عمل مع رجال أعمال بفنادق مصنفة. في المحصلة الأخيرة، يبدو أن عليوة اليوم واثق من أن كل شيء قد طُوي.
_ منقول _