فاس نيوز : الأناضول
في الوقت الذي يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، تنهمك نساء مغربيات في “حقول الفرولة”، شمالي البلاد، طلباً لرزق قليل غير “عابئات” باحتفال نساء بلادهن والعالم بهذا اليوم.
قبل أن ينتصف اليوم العالمي للمرأة بقليل، كانت “الأناضول” إلى جانب نسوة يعملن في أحد حقول توت الأرض “الفرولة”، بـ “مولاي بوسلهام” شمالي المغرب.
“منصورة” و”خديجة” وزميلاتهما كن منهمكات في جني الفرولة، دون كلل، وقد تلثمن بمناديل، ولا يكاد يرى من وجووههن إلا الأعين، اتقاء للفحات الشمس.
قبل أن يلتحقن بالحقل، حيث يعملن في الساعة الثامنة صباحاً، قادمات من منازلهن التي تبعد بحوالي 10 كيلومترات عن مكان عملهن، يكن قد غادرن بيوتهن في حدود الساعة السابعة صباحاً.
خديجة شابة في الـ 18 من عمرها، في رصيدها سنتين من العمل في حقول الفرولة، تقول للأناصول بصوت خفيض لا يكاد يسمع، وقد غطت وجهها بمنديل، وتلحفت هي وزميلاتها سترات عمل حمراء، وانتعلت حذاء بلاستيكيا من النوع الرخيص، “في كل يوم نستيقظ باكرا من أجل أن نلتحق على الساعة الثامنة صباحا إلى هذا الحقل”.
وتضيف “نستمر في العمل إلى منتصف النهار، حينها نخلد ساعة للراحة والغذاء، ثم نعود للعمل الذي يستمر إلى الخامسة مساء، قبل أن نقفل راجعات إلى بيوتنا”.
لا تعرف خديجة وزميلاتها أن اليوم يصادف 8 مارس، الذي يحتفل فيه العالم بيوم المرأة العالمي، منذ العام 1945، كمناسبة للاحتفاء بما حققته النساء من مكتسبات منذ عقود، والتذكير بما تعانيه أمثالها، اللواتي لا يعرفن أن هناك يوم عالمي باسمهن، وربما لم يسمعن به من قبل.
وحتى عندما بادرهن، عبد الكريم النعمان، رئيس “مهرجان الفرولة” ، الذي تصادف يوم انطلاقه، مع اليوم العالمي للمرأة، بإهدائهن وروداً بمناسبة اليوم العالمي، كان عليه أن يخبرهن أن “اليوم 8 مارس يوم عالمي للاحتفال بالمرأة، وتقدير مجهودهن وما يقمن به من أجل سعادة العالم”.
من جهتها، تداري “منصورة” خجلها، بالهدية الرمزية، شاكرة لعبد الكريم نعمان، صنيعه، قبل أن تجيب هذه الشابة الثلاثينية عن سؤال للأناضول، عن أمنياته بهذه المناسبة، لتجيب بكلمات متقطعة “نريد فقط اهتماما أكبر بأحوالنا، وأن تتحسن حقوق النساء أكثر”، وهو تماما جواب خديجة.
وفي حديث للأناضول، قال عبد الكريم نعمان، إن تزامن يوم انطلاق الدورة 7 لـ”مهرجان الدولي توت الأرض” (الفرولة)، مع اليوم العالمي للمرأة “جعلنا نقوم بهذه المبادرة من أجل الاحتفاء الرمزي بالنساء العاملات بحقول الفرولة اللواتي يشكلن أغلب من العاملين في هذا القطاع”.
وأضاف أن “النساء العاملات في حقول الفرولة يشكلن أكثر من 70? من العاملين في هذه الحقول، وتساهمن في التنمية الإقتصادية والإجتماعية بالمنطقة”.
وحسب إحصاءات رسمية، فإن 30 ألف شخص يعملون في حقول الفرولة، حوالي 70? منهم نساء.
وتبلغ المساحة المزروعة بالفرولة في شمالي المغرب بحوالي 3500 هكتار، تنتج أكثر من 200 ألف طن سنوياً، تصدر حوالي 80? منها إلى دول الاتحاد الأوروبي.