قرصان الأنترنيت “كولمان” يعود الى الواجهة لنشر وثائق رسمية مغربية في غاية السرية و هذا ما صرح به وزير العدل السابق

سبق لمصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة منتهية ولايتها، أن أفاد بأن “عمل “كولمان” تقف وراءه جهات معادية للمغرب، وتهدف إلى الإساءة بصورة المملكة”، مضيفا في السياق نفسه أن هذه التسريبات “لن تؤثر على صورة المغرب الذي يسير بخطى حثيثة على درب الإصلاح والدفاع عن وحدته الترابية”.

جدير بالتذكير أن القرصان المذكور خلق نقاشا غير مسبوق أواخر سنة 2014، عندما اخترق البريد الإلكتروني لعدد من الشخصيات التي تشغل مناصب حساسة في هرم الدولة، وقام بنشر محادثات سرية عديدة تجمع بينها وبين فاعلين آخرين؛ وهو ما أسهم في أطلاق زوبعة من التعليقات وصلت حد جر من نشر مضمون المحادثات إلى القضاء، قبل أن يختفي “كولمان” عن الأنظار في ظروف يحفها الكثير من الغموض.

و ها هو ذا المعني بالأمر يعود بعد تواريه لأشهر طويلة عن الأنظار، عاد القرصان الإلكتروني “كريس كولمان” المتسمة شخصيته بالغموض، من نافذة جديدة، إلى نشر عدد من الوثائق المغربية السرية، بعد أن أغلق موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” جميع حساباته السابقة؛ وهو الأسلوب الذي أرق عددا من المسؤولين المغاربة منذ ظهور “كولمان” لأول مرة في أكتوبر 2014، وشروعه في نشر محادثات ورسائل ووثائق رسمية في غاية السرية.

وفي الوقت الذي أغلقت فيه شركتا “تويتر” و”فايسبوك” حساباته السابقة، بطلب من السلطات المغربية، يعود “كولمان” من نافذة موقع “كالاميو”، المتخصص في توفير منصة للنشر لمستعمليه تضمن تحويل الملفات الورقية إلى رقمية، مستعملا حسابا يحمل الاسم القديم نفسه، مع صورة بروفايل لمحمد عبد العزيز، الأمين العام السابق لما يسمى بـ”جبهة البوليساريو”.

ونشر “كولمان”، إلى حدود الأحد الماضي، 6771 وثيقة ممهورة بطابع السرية، تعود إلى كل من وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون وبرقيات ولاء موجهة إلى الديوان الملكي ومراسلات لكل من بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي والبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة بنيويورك.

عودة “كولمان” إلى الواجهة ربطها مراقبون باقتراب انعقاد اجتماعات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخاصة بقضية الصحراء المغربية، وهي الفرضية التي يغذيها تركيز “كولمان” على المؤسسات المعنية أساسا بقضية الصحراء وإدارة المفاوضات حول هذا الملف الشائك؛ إلا أن صاحب الحساب يظل، إلى حدود الساعة، مجهول الهوية بالرغم من تقديم جهات حكومية شكايات عاجلة لكشف هويته ومتابعته بتهم تتعلق بكشف أسرار الدولة والتجسس على الحياة الخاصة للأفراد.