عبد العزيز بن الحسن الملقب بمولاي عبد العزيز (ولد سنة 1878 في فاس وتوفي سنة 1943) هو سلطان المغرب الـ18 من العلويين حكم ما بين 1894-1908.وعرف السلطان عبد العزيز الذي عزل وبويع مكانه المولى عبد الحفيظ، بقلة أعماله الرسمية، حيث كان يمضي كل وقته بقصره المفضل والعزيز على قلبه بمراكش، وكان في المرات النادرة التي يذهب فيها إلى قصر فاس دائم الحنين للرجوع إلى المدينة الحمراء وإلى بلاطه بها، الذي جهز جناحا خاصا به سماه بلاط اللهو، وهناك كان يفرغ شغفه الكبير بالألعاب والرياضات وتجريب الآلات الأوربية. وفيما يلي بعض من غرائب السلطان عبد العزيز التي ذكرها الكاتب الفرنسي كابرييل فيير الذي رافق السلطان عبد العزيز لسنوات، وألف كتابا سماه “في صحبة السلطان”.
حكاية الدراجة النارية و الثلاثين عبداً
وصف كابرييل فيير فرحة المولى عبد العزيز في أول لقائه واكتشافه لسيارة ثلاثية العجلات بمحرك ميكانيكي.
يقول كابرييل فيير: “كان ثملا من الفرحة، فظل طوال فترة بعد الزوال يتسلى بتلك اللعبة الجديدة، يقودها، ويدور بها حول نفسه، ويتنقل في كل الاتجاهات وسط البلاط، ثم أقبل الليل، والسلطان لم يشف بعد غليله من تلك الآلة، ولذلك أمر ثلاثين عبدا أسود ليحملوا فوانيس وشموعا يضيئون له بها سبيله في ذلك السباق المجنون، وظل كذلك إلى أن تملكه الإعياء، وألزمه بأن يتخلى عن تلك الآلة ويدخل إلى غرف القصر”.
السلطان يلهو بصعق العبيد
كنت الهو بعد الظهر بالكهرباء مع السلطان وكان السلطان عبد العزيز هو الذي يعدل التيار الكهربائي وكان يلهو عبر صعق المحيطين به بشكل مفاجئ وهو يضحك من قسمات وجوههم وكان مجموعة من العبيد الصغار السود يتابعون المشهد عن قرب. فإذا بأحد المحيطين بالسلطان كما يحكي الكاتب يقترح صعق هؤلاء الصغار بالكهرباء فقام مولاي عبد العزيز بمناداة احد هؤلاء العبيد الصغار وأمره بمسك التيار الكهربائي فاستبد الهلع بالعبد الصغير الذي اخذ في التوسل للسلطان الذي ألح عليه بمسك التيار الكهربائي مرة أخرى. لكن العبد الصغير شرع في البكاء وانحنى أمام قدمي السلطان متوسلا. فشرع السلطان في الضحك من الخوف الذي الم بالعبد الصغير فهز كتفيه وانسحب من اللعب.
السلطان يتعلم التصوير في حريمه
كان التصوير العادي رغم تعقيداته لا يكفي السلطان. فحينما سمع بالتصوير بالألوان رغب في تعليمه. فقمت بتعليمه التصوير بثلاث ألوان. وبعدها أصبح متمكنا وأحيانا يقضي ساعات طوال وسط حريمه ليأخذ صورا لنسائه لان رغبته في الواقع كانت تتمثل في تثبيت ملامحهن على الصورة. كان يطلب منهن التزيين بأحلى وأجمل حليهن ثم يجلسن أمام خلفيات مضيئة والزرابي وبعض الأزهار الاصطناعية.. بحثا عن أفضل لوحة. وكان يحصل في الغالب على صورة جميلة…
مدينة بكاملها كانت تصاحب السلطان في تنقلاته
مدينة متنقلة ،45 ألف نفر كانت تسافر برفقته القصر بكامله، العبيد ،النقالون، الجنود، و الخيمة الوحيدة للسلطان تشكل بأقمشتها البيضاء وأعمدتها وحبالها وأثاثها وأسرتها حمولة ستون جملا على الأقل لا نعرف بالضبط أبدا في الصباح أين سيحل الليل؟ كان مولاي عبد العزيز يسير في المقدمة والعبيد يقومون بأشغالهم ويجمعون القماش ويقومون بتحميله على ظهر الجمال والبغال ثم يسرعون من أجل تجاوز السيد والبحث عن مكان ملائم من أجل قضاء الليلة المقبلة. كانت القافلة تسير على هذا المنوال. وعند الوصول لا يمكن لأي أحد أن يفتح خيمته قبل خيمة السلطان وهي العملية التي تستغرق سوى بعض الدقائق، حيث يقوم بسرعة مئات العبيد على نصب الخيمة الشريفة التي تطفو عاليا وسط المعسكر، وتهيمن عليه ويمكن التعرف عليها من بعيد من خلال الكرة الحديدية التي تعتليها وهي محاطة بسور حقيقي من القماش ،أما باقي الخيام فتحيط بها مشكلة حزاما أمنيا قد يمتد أحيانا ليصل إلى مسافة كيلومتر.
استعمال البغال لجر القطار
بدأت أشغال تركيب السكة الحديدية والآليات المتحركة مباشرة بعد فتح الصناديق. لكن لم نكن نعثر لسوء الحظ على عجلات القاطرة. بحثنا في العرائش واتصلنا بالجمارك وشركة الملاحة والسكك الحديدية الفرنسية وشركة “كروزو” دون جدوى ودون أن نتوصل بالعجلات. وفي انتظار ذلك قرر السلطان أن نجر القطار بواسطة البغال والخيول. لم يكن يحب الانتظار أكثر. كما ثم وضع كيلومترين من السكة الحديدية وكان يرغب في التمتع بالتنزه على طولها وبعدما أشبع رغبته نسي تماما السكة الحديدية وأصبحت هذه الخيرة صدئة ولم تعد تظهر للعيان ولم تعد تثير اهتمام أي احد. بلغت الفاتورة التي أعدتها شركة “كروزو” إن لم تخنني الذاكرة 100 ألف فرنك وإن كنت عاجزا عن تحديد ما كانت تساويه هذه الرغبة في نفس عبد العزيز.
أفاد الكاتب بأنه خاطب السلطان قائلا: إن الشعب يشعر بالغضب وهو يرى كيف يعمل الوزراء على تشييد القصور من أموال السلطان. فرد عليه السلطان مبتسما: إذا طردت وزرائي الأغنياء واتيت بآخرين فقراء فيجب على هؤلاء أن يسرقوا هم كذلك من اجل أن يصبحوا أغنياء.