جمعية Lions Club-Lumières de Fès تخلق الحدث ، وتُلامس بجرأة هذا الموضوع في ندوة نظمت بفاس

 للمرأة المغربية أكيد حضورٌ وتميز ، بل لها اليوم من المكانة المجتمعية و الوضع الاعتباري المتقدم ما يؤهلها كي تقود سفينة التنمية المجتمعية ، في حال توفرت بين يديها جملة من الشروط الموضوعية والذاتية ، نعم هناك حاجزٌ من التحديات ما زال يقف صلبا أمام بلوغ هذا الهدف بالسرعة المطلوبة ، لكن هناك بصيصُ أمل ما زال يشع طيفه في الأجواء ، انطلاقا من كون المرأة أصبحت تفرض ذاتها بقوة فهي اليوم ” في صلب التحولات” .

” المرأة في صلب التحولات ” ، كان موضوع ندوة نظمتها يوم الجمعة الفارط جمعية Lions Club-Lumières de Fès بالقاعة الكبرى بمقر مقاطعة أكدال ، أطرتها نخبة من الباحثين والجامعيين والمهتمين بالمجال .

      المتدخلون في ذات اللقاء حاولوا مقاربة إشكالية تمكين المرأة المغربية من كل الأدوات التي تسهل عليها مأمورية أن تضحى فعلاً لا شعارًا في صلب التحولات المجتمعية باعتبار وضعيتها المحورية داخل المجتمع : كأم ، مربية ، وكمساهمة قوية ومؤثرة بشكل منصف متساوٍ بجانب شقيقها الرجل في إذكاء الوعي المجتمعي والرقي به في جميع المستويات .

     مقاربة يرى المتدخلون في ذات اللقاء ، أن سبل إنجاحها مرتبطة أساسا بإعمال مبدأ التمييز الإيجابي للمرأة في جميع مجالات تدخلها ، كشرط يحفظ لها تميزها وخصوصياتها المجتمعية ويضمن لها في ذات الآن حضورها القوي والمنتج في جميع مجالات الحياة العامة .

مقاربة – يشير المتدخلون – إلى أنها أكيد ستواجه مطبات بين الفينة والأخرى ، خصوصا في مجتمعات ما زالت تؤمن بهيمنة الذكر وسطوته المطلقة على جميع مفاصل الحياة المجتمعية والأسرية ، ليخلصوا إلى خارطة طريق للخروج من هذا النفق ، تبتدأ من تكريس مجتمع الإنصاف والمساواة تربيةً سلوكا و ممارسة ، وتنتهي بتظافر جهود جميع المتدخلين دون استثناء ، حتى يتسنى للمرأة أن تزيح عنها كل اشكال الغبن الحاطة من كرامتها وتفتَحها على عوالم أرحب تمكنها من إبراز طاقاتها الخلاقة وإبداعها المجتمعي الرصين المتميز المعهود عليها دوما .

اللقاء المنظم من طرف جمعية Lions Club-Lumières de Fès  والذي أجمع متتبعون على تميزه وغنى محاوره و راهنية الموضوع المثار للنقاش فيه ، استطاع وعلى امتداد عمره الزمني أن يقارب موضوع ” المرأة في صلب التحولات ”  بجرأة علمية أكبر وبتحليل سوسيولوجي أعمق وبنظرة إستشرافية أرحب ، ما جعله يخلُصُ إلى مقاربة أشمل للموضوع ، مُرسخا فكرة أن المرأة فعلا هي اليوم في صلب التحولات ، لكن ما الشروط المتوفرة بين يديها والتي تمكنها من أن تكون صانعة لهذه التحولات لا متأثرة بها وفقط .