تعود أول صورة فوتوغرافية تم التقاطها بالمغرب و هي من تصوير الصحفي الشهير وقتها الإسباني بيدرو أنتونويودي ألاركون، إلى أكتوبر من سنة 1859 و هو تاريخ بداية الحرب بشمال المغرب و احتلال الإسبان لمدينة تطوان في نفس السنة.
و تقدم الصورة لمشهد بانورامي لمعسكر القوات الإسبانية بالقرب من منطقة الفنيدق، حيث تظهر في الصورة خيام الجنود الإسبان بالقرب من مسجد و إلى جانبه قصبة كان يتخذها الجيش السلطاني المخزني مقرا لمراقبة الإسبان في الثغر المحتل مدينة سبتة. و قد اعتاد المؤرخون اعتماد سنة 1870 كتاريخ لأول الصور في المغرب أنجزها فرنسيون وبشكل كبير ابتداء من 1880 مع مجموعة من المصورين مثل جيمس فالنتين، كابيا، بورتون هولمز. أغلب الصور حول المغرب المعروفة في الكتب التي تناولت موضوع التأريخ للصورة الفوتغرافية يعود تاريخها ابتداء من سنة 1880 ،تاريخ اتفاقية مدريد التي سمحت للأوروبيين بالإقامة في مدينة طنجة، وعليه، فقد استقدم الأوروبيون آلات التصوير وبدأوا ينجزون صورا.
وأغلب الصور الأولى تعود إلى منطقة شمال المغرب وأساسا مدينتي تطوان وطنجة، هذه الأخيرة كانت مقر الدبلوماسيين وتطوان لقربها من سبتة المحتلة، حيث كان بعض الإسبان يزورونها بين الحين والآخر. وتغيب صور مناطق مغربية أخرى بحكم أن السلطات المخزنية كانت تمنع الأجانب من زيارة باقي مناطق البلاد حتى لا يتجسسوا عليه. ولهذا، فكل السفارات والتمثيليات الدبلوماسية كانت في مدينة طنجة وليس في العاصمة فاس التي كانت شبه ممنوعة على الأجانب. و يعاني المغرب من غياب الوثائق التاريخية بشكل مذهل، وأغلب الوثائق التي تؤرخ لفترات تاريخية حساسة من تاريخ البلاد توجد في أرشيف الدول الأوروبية خاصة بريطانيا وفرنسا واسبانيا. ويصبح الموضوع مدعاة للقلق عندما يتعلق الأمر بالصورة. فالصورة لم تحظى بأي اهتمام لدى المغاربة في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. و قد انتشر نشاط التصوير في الغرب ابتداء من نهاية الثلاثينات من القرن التاسع عشر وحقق قفزة نوعية في الأربعينات والخمسينات منه. ومقابل هذا الاهتمام في الغرب، رفض المغاربة الصورة بل وكذلك الفن التشكيلي في تلك الفترة تحت ذريعة أن التصوير مخالف لشرع