اصدر تيار لا هوادة داخل حزب الاستقلال، والذي يتزعمه عبد الواحد الفاسي نجل الراحل علال الفاسي، هذا المساء بيانا نشر على موقعه الإلكتروني يدعو فيه الاستقلاليين إلى رص الصفوف وتفضيل مصلحة الحزب على المصلحة الشخصية ومذكرا بالتحديات المفروضة على الحزب وعلى ضرورة الإصلاح.
ويأتي هذا البيان بعدما علم أن عبد الواحد الفاسي قام مؤخرا بوساطة بين التيارين المتصارعين داخل الحزب، من جهة حميد شباط ومن جهة أخرى ولد الرشيد واغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية، وأن هذه الوساطة حسب مصادر استقلالية موثوقة، تمحورت حول إقناع شباط بفتح المجال أمام جيل جديد داخل الحزب للقيادة بدل التعنت وتدمير التنظيم ككل.
ومن أهم الرسائل التي تضمنها بلاغ تيار لا هوادة بزعامة عبد الواحد الفاسي، هي فتح المجال أمام جيل الشباب مستشهدا بوصية بوستة حيث جاء في البلاغ عن القيادي الراحل وهو يوجه كلامه للجيل الجديد “إن الحزب دونكم فخذوه، والمستقبل مستقبلكم فاعملوا على صيانته من الآن، بالإصغاء إلى الجماهير”.
كما حرص البلاغ على ضرورة فتح الباب أمام جميع الطموحات دون قيود شكلية والتي يفهم منها تعديل نصوص القانون الأساسي السماح لأي مناضل بالترشح لمناصب المسؤولية داخل التنظيم حيث جاء في البلاغ “إن هذه المعطيات المقترحة، تفرض فينا حسن اختيار مجموع الفريق القيادي المؤتمن على قيم ومبادئ حزبنا، من خلال فتح الباب لجميع الطموحات وفق ضوابط ومعايير معقولة ومنطقية تحصينا لحزبنا من جهة ، ومن جهة أخرى لتمكين مناضلات ومناضلينا من حرية الاختيار، ووضع الثقة فيمن يستحقها بدون ضغوطات من أي جهة كانت”.
كما شددالبلاغ على التمسك بالخيار الديمقراطي مؤكدا على ضرورة استحضار “الأمانة التي تطوقنا، مستحضرين أجيالا من المناضلات والمناضلين، وزعماء وقادة الحزب الذين قادوا معارك من أجل الحرية والاستقلال، وبعدها من أجل الديمقراطية يدا في يد مع القوى الوطنية الديمقراطية”.
وعلى مايبدو أن عبد الواحد الفاسي وتيار لا هوادة اتخذ موقفه الرسمي من المشاكل الداخلية، وهو يتلخص في ضرورة التغيير الداخلي على جميع المستويات ومنح الأجيال الجديدة فرصة تحمل المسؤولية، في تلميح غير مباشر إلى ضرورة تنحي القيادة الحالية حفاظا على التنظيم الذي أسس لازيد من 80 سنة.
ابراهيم حركي