“الأيام” التي كتبت أن سعد الدين العثماني وقّع على نهاية حكم الإسلاميين، وأن حزب العدالة والتنمية دفع ثمنا باهظا لما بعد إقالة زعيمه عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة، مضيفة أن تشكيل حكومة العثماني اعتبر حلا وسطا لقرار عدم قبول استمرار بنكيران المثير للجدل الذي أصبحت زعامته وشعبيته تثيران مخاوف العديد من الأطراف.
وكشف مصادر حزب “المصباح” أن المفاوضات أجريت في تكتم شديد وصل حد فقدان بوصلة القيادة وحدوث اضطراب في نقل القرارات ونتائج المفاوضات الجارية، وأن هذا الوضع انسحب على كل الأطراف؛ حيث تفاجأت حتى أحزاب تحالف العثماني برفض أسماء كانت قد دفعت بها نحو الإستوزار.
ووفق المنبر ذاته، فإن حزب العدالة والتنمية ربح الانتخابات وكان أكبر خاسر في الحكومة المعينة، وهو في الطريق لخسارة تماسك تنظيمه.
ونقرأ بالإصدار نفسه أنه بعد إعفاء عبد الإله بنكيران من منصب رئاسة الحكومة وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له، والقبول بتشكيل الحكومة بالشروط التي تسببت في “البلوكاج” لمدة تزيد عن خمسة أشهر، تجاوز إخوان بنكيران الصدمة، فوجدوا أنفسهم غارقين في وحل ما كانوا يخشونه سابقا دون أن يستطيعوا التحرك أو التراجع.
ووفق “الأيام”، فلم يكن هينا على سعد الدين العثماني والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الموافقة بهذه السريالية على تشكيل الحكومة وفق التشكيلة التي كان قد وضعها سابقا عزيز أخنوش، بل عاشوا أوقاتا عصيبة وامتحانا صعبا هو الذي أفضى بهم إلى هذا الخيار، بدل الإصرار على تشكيل الحكومة وفق قناعتهم كحزب.
وقال رشيد أيلال متحدثا عن كتابه “صحيح البخاري.. نهاية الأسطورة”، لـ”الأيام”، لا توجد في العالم أجمع مخطوطة لصحيح البخاري بخط محمد بن اسماعيل البخاري. وأضاف: “ليس هناك عاقل على وجه الأرض يمكن أن يبني سيرة رجل على أحلام، لكن شيوخنا قبلوا الأمر عندما تعلق بالبخاري”.
وقال المتحدث نفسه إنه لازال في عصرنا هذا من يرفع الحديث إلى مرتبة أعلى من القرآن، وإن كان يردد كالببغاء مقولة أن القرآن هو الأصل الأول للتشريع، مضيفا: “نجد أن رجالا وثقهم البخاري ضعفهم آخرون، ورجال ضعفهم البخاري وثقهم آخرون، وأيضا تعديل وتجريح الرجال خضع للأهواء المذهبية، وأن العقل المسلم لا يمكن أن يستسيغ غياب وعدم تدوين أزيد من خمسمائة خطبة جمعة إذا اعتبرنا المدة التي قضاها الرسول في المدينة”.
وأفادت “الأيام” أيضا بأن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يقيم كل شيء بحساب دقيق ماذا سيربح؟ وماذا سيخسر؟ ويبدو حميد شباط كما لو أنه يقود حملة انتخابية طوال السنة، لكن كما انتهى طرطوف مندحرا يطارده الإخفاق وتحف به الخسارة، يبدو أن شباط يسير حذوه بإصرار تراجيدي، لكن من هو هذا “الشباط” الذي يملأ الدنيا ولا يقعدها؟
وقالت الجريدة إن هناك بعض الانفلات في تصريح شباط، اللا مفكر فيه، الذي يقول: “تم الاتصال بي من طرف الأمن لإبلاغي بأن زوجتي توجد لدى مركز الدرك، فأجابتهم بأنها مناضلة أعانها الله؛ حيث كانوا ينتظرون أن أسلم نفسي لكني رفضت”، والحال أنه لم يكن هناك هاتف محمول في عام 1990/1991.
أما “الوطن الآن” فكتبت أن فترة “البلوكاج” الحكومي التي اقترفها عبد الإله بنكيران لمدة فاقت خمسة أشهر مجرد إهدار للزمن وتتفيه للسياسة، لكنها كانت أيضا تمرينا ديمقراطيا فاشلا لرجل لم يفصل بين مهمة السياسي والداعية و”لحلايقي” ومهمة رجل دولة، كما لم يفصل مقتضيات العقل الذي يراعي مصلحة الوطن عن عقل الزاوية والقبيلة والغنيمة.
ووفق المنبر ذاته، فإن المشهد السياسي يتهيأ حاليا لدخول مرحلة جديدة قد تنبئ بنهاية “الحرس القديم” وانبثاق نخبة جديدة ممكن أن تتولى قيادة العمل الحزبي في المرحلة القادمة. في الصدد ذاته، قال الإعلامي عبد الرحيم تافنوت: “إن سعد الدين العثماني لا يمثل قطيعة، ونطمح إلى رجالات دولة مثل دوغول”. وأفادت ناهد الزيدي، كاتبة وباحثة، بأن “الساحة السياسية لم تعد تنجب قادة في مستوى بوعبيد وبوستة ويعتة واليوسفي”.
وذكر نبيل زكاوي، باحث في علم السياسة والقانون الدستوري، أن “تعيين سعد الدين العثماني خلفا لعبد الإله بنكيران إيذان بردم القيادة الأبوية بالأحزاب”، في حين يرى عبد الجليل طليمات، كاتب ومحلل سياسي، أن “المشكل في المغرب لا يرتبط بأشخاص زعماء وظفوا كأدوات”. أما المختار العروسي، فاعل سياسي يساري عضو هيئة تحرير “شمال بوسط”، فأفاد “بأن “صعود العثماني كرئيس للحكومة هو استمرار في خدمة الأجندة السياسية نفسها للدولة”. ودعا يحيى عمارة، مبدع وفاعل ثقافي، إلى “عدم توظيف السياسة لنشر الضغينة والعنف”.
واهتمت “الوطن الآن” بتسليط الضوء على النسخة الثانية من القافلة الفلاحية فوسبوكراع لتربية الإبل التي حطت الرحال ببير كندوز. وقالت حجبوها الزبير، الرئيسة المنتدبة لمؤسسة فوسبوكراع، إن هدف القافلة “فوسبوكراع” هو إعطاء فرصة للكسابة للانفتاح على تربية عصرية للإبل.
وإلى “الأسبوع الصحفي” التي أوردت أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعزول، صرح بأن نهايته ستكون في الدعوى إلى الله، وفي صفوف التوحيد والإصلاح، لكن الدولة منعت عائدات الإعلانات الإدارية؛ أي حوالي 70 في المائة من مداخيل جريدة “التجديد”، فأقفلت؛ لأنها وقفت إلى جانب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في معركته الأخيرة لتحصين مؤسسة رئاسة الحكومة، وأصدر وزير الداخلية قراره لوزارة الشبيبة والرياضة بمنع شبيبة الحزب من التمويل العمومي، وحوكمت عناصرها بقانون الإرهاب، وتسربت وثيقة إدارية لأحد عمال الأقاليم تضع فيها الوزارة الوصية الجهة الدعوية للحزب ضمن مراقبة الوزارة لـ”التشكيلات المتطرفة” بما يمنع رئيس حكومة سابق من العمل في صفوفها.
وذكر المنبر نفسه أن جامع المعتصم، المقرب من عبد الإله بنكيران، اعتذر عن الاستوزار في حكومة سعد الدين العثماني نظرا للصداقة والقرابة القوية التي تربطه ببنكيران. ونسبة إلى مصدر “الأسبوع الصحفي”، فإن المعتصم صُدم من طريقة إبعاد بنكيران من تشكيل الحكومة وتعيين العثماني مكانه.
وأضافت “الأسبوع الصحفي” أن المعتصم، رئيس ديوان عبد الإله بنكيران، بات يقاطع اجتماعات الحزب احتجاجا على ما سماه “الخيانة” التي يحس بأن إخوان العثماني اقترفوها في حق بنكيران، الأمين العام للحزب رئيس الحكومة المنتهية ولايتها.