أرخى الصراع المحتدم داخل حزب الاستقلال بظلاله على مواقع الشبكات العنكبوتية الاجتماعية، التي تحولت إلى ساحة للتدافع والترافع بين معسكري حميد شباط و حمدي ولد الرشيد حول من له شرعية اتخاذ القرارات باسم اللجنة التنفيذية.
و لوحظ انتشار صفحات لمحبي ومناصري نزار بركة، في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وكذلك إحداث عدد من قنوات على اليوتوب، والتي تسعى حسب مضمونها، إلى كشف أخطاء وزلات حميد شباط و مسؤولياته المباشرة في تقهقر حزب الاستقلال. في مقابل ذلك ما يتهم عدد قليل من أنصار شباط مجموعة ولد الرشيد بالخيانة وتنفيذ أجندة الدولة، ويعتبرون ما يقع حاليا داخل البيت الاستقلالي بالانقلاب على “الشرعية”. ومن أهم الصفحات الفيسبوكية المحدثة والتي تضم أعدادا كبيرة للمتتبعين، صفحة “النقد الذاتي ينادي: كلنا مع نزار بركة”، ثم صفحة “معا من أجل التغيير” على تويتر وغيرها من الصفحات.
و اعتبر قيادي استقلالي بأن النقاش الدائر في مواقع التواصل الاجتماعي- كما يلاحظ المهتمون – يعكس درجة تذمر الاستقلاليين من تسيير وتدبير حميد شباط للحزب.
و أضاف ذات القيادي المحسوب على الجناح المساند لنزار بركة، والذي لم يرغب في كشف هويته، أن الاستقلاليين أصبحوا على قناعة تامة بأن مرحلة حميد شباط قد طويت، و بأن النقاش و العمل الحقيقيين يجب أن ينصبا على التحضير الجيد للمؤتمر الوطني والكلمة الفصل ستكون لبنات وأبناء الحزب على مستوى اختيار القيادة الجديدة، و التوافق حول برنامج ومتطلبات المرحلة الراهنة. و شدد ذات المصدر على أن تلك الصفحات على الفايسبوك أحدثها استقلاليون للحوار والتفاعل في ما بينهم بعد أن عطل الأمين العام مؤسسات الحزب عكس ما تروجه بعض العناصر المحسوبة على شباط بأن هناك مجموعة من الشباب يشتغلون بالمقابل و مهمتهم هي مهاجمة شباط وتجميل صورة نزار بركة، مؤكدا أن تلك الصفحات تضم شخصيات مهمة من وزراء سابقين ومفتشين للحزب وغيرهم.
واستدرك، نفس المصدر بالقول بأن نزار بركة له صفحة رسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وبأن مواقف وآراء الرجل يعبر عنها بنفسه وبأنه لا يحتاج إلى تجميل صورته، لأن مستواه الفكري ومساره السياسي يجعلانه في غنى عن الأساليب الشعبوية التي يركز عليها المفلسون في السياسة، والتي ابتلي حزب الاستقلال ببعض منها على حد تعبير القيادي الاستقلالي.
ابراهيم حركي