يقولون إن الجزائر في خطر وأن من يدعوا للمقاطعة يعرض أمن الجزائر للخطر والواقع من يعيش حالة الرعب ، هم اعضاء التحالف السري بين مافيا المال ومافيا الإدارة، يجب أن نوضح هنا أن من مبادئ الديمقراطية التي يدعيها بعض السياسيين اليوم في الجزائر، أن يسمح لكل شخص بالتعبير عن رأيه في اطار القانون، من يقاطع له ذلك ومن يشارك من حقه أن يعبر عن قناعته، لكن أن يتم تخوين وتجريم المقاطعين فهذا تأكيد جديد على أن البلاد تسير في اتجاه الديكتاتورية بخطوات ثابتة .
في تطور خطير للوضع السياسي في الجزائر تشهد الساحة السياسية هجمة شرسة تنفذها أحزاب السلطة، وأحزاب المعارضة التي كانت قبل سنة تقريبا تكيل التهم الثقيلة للسلطة بل للنظام السياسي ككل ، الهجمة السياسية الشرسة موجهة ضد كل من يرغب في مقاطعة الانتخابات التشريعية ، وكل من يدعوا للمقاطعة ، الحملة بدأها وزير الدعاية عفوا الاتصال حميد قرين في ميثاقه الشهير حول تغطية الحملة الانتخابية الذي حرك منظمات حقوقية دولية ، ثم التقطتها أحزاب السلطة ، الأحزاب التي تعارض في العلن وتؤيد في السّر، أحزاب السلطة والأحزاب التي تدعي المعارضة تقول اليوم إن مقاطعي الانتخابات يعملون صد مصلحة الشعب الجزائري ، كل هذا من أجل أمر واحد هو اعطاء مصداقية للواجهة الديمقراطية لنظام سياسي فريد من نوعه، هم يدركون أن المقاطعة الجماعية للانتخابات، معناها رسالة سياسية ليس للسلطة القائمة ، بل للدول الغربية التي تعرف كل شيء عن الجزائر ويمكنها أن تعرف نتيجة الانتخابات على حقيقيها ، ويمكنها أن تعرف مقدار التزوير إن وقع ، الرسالة هذه مفادها أن السلطة القائمة يمكن أن تشكل خطرا على مصالح الدول الغربية ، وهذا هو سيناريو يوم القيامة بالنسبة للموجودين في أعلى هرم السلطة، ومن أجل هذا يحاول انصار السلطة من مؤيدين في العلن ومؤيدين في السّر ، يحاولون ارعاب الجزائريين من تخويفهم من يوم قيامة سيأتي بعد مقاطعة الانتخابات، والحقيقة هي أن القيامة ستكون على كل من يتربح من وراء الوضع السياسي الحالي .
سمعت معلقا سياسيا وكاتب رأي معروف في الجزائر يوم أمس عندما حل ضيفا على قناة الجزائرية وهو ينادي بمنع معارضي المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة أو المقاطعين ، من الدعوة للمقاطعة ، و قد شاطره منشط الحصة الرأي ، على اساس أن مقاطعة الانتخابات التشريعية هي سلوك سلبي قد يؤدي إلى الاضرار بالوضع السياسي الهش في البلاد، وراح ضيوف الحصة يتبارون في الحديث عن واجبات وحقوق عضو البرلمان منطلقين من فكرة أن من أخل بواجبات البرلمان هم اعضاء هذه الهيئة التشريعية أنفسهم.
في الواقع احسست أن الضيوف المحترمين في الحصة السياسية المرموقة يحاولون ممارسة الاستحمار علي انا شخصيا وعلى كل متعلم في الجزائر ، وكل من لديه قدر من الثقافة السياسية ، فالضيوف المحترمين يعرفون أكثر من غيرهم وهم اساتذة الجامعة ، من المسؤول عن تدمير الحياة السياسية وتحويل البرلمان إلى مجموعة من المهرجين، ويعرفون جيدا من عبث بالبرلمان ورفض المثول امامه طيلة 17 أو 18 سنة ، ويعرفون من عبث بالدستور، ويعرفون أن الموجودين في أعلى هرم السلطة قرروا أن البرلمان هو عبارة عن مجلس شبه استشاري، بواجهة برلمان ديمقراطي ، يعرفون كل هذا ويتهمون انصار المقاطعة بالسلبية، وأنا اقول لهم إن المقاطعين يمارسون حق ديمقراطي هو الامتناع عن المشاركة في مهزلة يحاول اصحابها تقديمها في شكل انتخاب ديمقراطي لاختيار برلمان .
عبد الرحمن ابراهيمي