مؤسسة بريطانية كشفت صورا صادمة لأمراض جلدية أصيب بها سياح ونجوم بعد الوشم بالحناء
وجدت وزارتا السياحة والداخلية نفسيهما، منذ الخميس الماضي، مطالبتين بالتدخل في القريب العاجل، لاتخاذ إجراءات للتنظيم والمراقبة والحد من المخاطر الصحية المترتبة عن مهنة الوشم بالحناء، على خلفية إطلاق بريطانيا تحذيرات رسمية لمواطنيها المتوجهين إلى المملكة، بتفادي الوشم بالحناء، على خلفية رصد المؤسسة البريطانية للأمراض الجلدية، حالات إصابة بأمراض جلدية، بسبب مواد سامة تستعملها «النقاشات».
وارتكزت المؤسسة البريطانية للأمراض الجلدية، في تحذيراتها، التي أوردتها الجريدة البريطانية «ذي صان»، على حالتي فتاتين إنجليزيتين، زارتا مراكش وأكادير، حيث أغريتا بخدمات الوشم، لكن الأمر تحول إلى «رعب»، بعدما سبب حروقا وحساسية جلدية حادة، مازالتا تخضعان للعلاج منها، مع إمكانية اللجوء إلى عمليات تجميل بعد الشفاء، لمحو الندوب التي خلفتها الحروق والحساسية على بشرتهما.
وأكدت «ذي صان»، أنه على خلفية تلك الإصابات، «التي تزايدت أعدادها بشكل لافت للانتباه في الأشهر الأخيرة»، أطلقت مؤسسة الأمراض الجلدية ببريطانيا، وبدعم من فنانين نجوم، أبرزهم «ناتاشا هاملتون» ومجموعة «أتوميك كيتن»، حملة تحسيسية، عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تدعو بشكل صريح، السياح المتوجهين إلى المغرب، إلى تجاهل خدمات الوشم بالحناء التي تعرضها عليهم النقاشات في الشوارع، من قبيل ساحة جامع الفنا بمراكش، وشواطئ أكادير.
وتركز الحملة، التي وصلت أصداؤها إلى أرجاء أوربا، بعد اهتمام وسائل الإعلام بها، على قصة صوفيا أكيس، فتاة حسناء عمرها 22 سنة، حلت بأكادير للاستمتاع بشمس شواطئها، ما قادها إلى تسليم ذراعيها لإحدى النقاشات المتجولات، لتضع لها وشما، مقابل 50 درهما، أعجبها وتباهت به في حساباتها الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي، لكن بعد عودتها إلى الفندق، شرعت يداها في الانتفاخ وظهرت عليهما تورمات وحساسية جلدية حارقة.
وأظهرت صور مختلف المصابين من السياح البريطانيين، التي يجري تداولها في الصفحات والحسابات المنخرطة بالحملة التحسيسية في شبكات التواصل الاجتماعي، أن مادة كيميائية تستعمل من قبل محترفات النقش والوشم بالحناء، تسبب حروقا وتشوهات جلدية تتخذ شكل الرسومات الأصلية المنجزة بالحناء فوق الجلد، ويتطلب العلاج، الحرص طيلة أشهر على غمس الأطراف المصابة في «اليود».
وفيما يستدعي التخلص من الندوب، بعد الشفاء من الحساسية، ضرورة الخضوع لعملية جراحية للتجميل، فسرت وسائل الإعلام البريطانية والأوربية، الانخراط الشخصي للمغنية العالمية «ناتشا هاملتون»، في الحملة الداعية إلى مقاطعة النقش بالحناء في المغرب، إلى إصابة ابنها، البالغ من العمر ست سنوات، أثناء زيارة إلى المملكة، بحساسية جلدية وتورم في ساقه، ترك ندوبا يستحيل التخلص منها، بعد أن قام بوشم بالحناء لدى إحدى النقاشات.
ويظهر من المعطيات البريطانية، أن السلطات، مدعوة، إلى تنظيم خدمات الوشم والنقش بالحناء، التي تغري كثيرا من السياح الأوربيين، وصارت بحد ذاتها منتوجا سياحيا للمملكة، من خلال مراقبة طبيعة المواد الكيميائية التي تستعمل، ورصد مدى وجود مخالفات للقوانين الجاري بها العمل، وضبط لائحة محترفي هذه الخدمة، حتى لا تستغل جهات متطرفة الفوضى الحالية، وتستهدف السياح بالإرهاب، سيما بعدما حجز المحققون أكثر من مرة، لدى الخلايا الإرهابية، مواد كيميائية ينوون استعمالها في أساليب هجومية جديدة.
امحمد خيي
_ عن جريدة الصباح _