عشرات الحالات الخطيرة إحداها نقلت إلى فاس وعون سلطة أفرغ الخزان قبل وصول لجنة طبية
أصيب عشرات السكان بدوار الزاوية بتاهلة بتسممات وتقرحات، نتيجة شربهم مياها ملوثة، أحدهم نقل، يوم (الثلاثاء)، في حالة خطيرة إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، فيما يشرف المركز الصحي بالمنطقة على علاج باقي الحالات، في انتظار فتح تحقيق لمعرفة أسباب تلوث مياه الخزان التابع للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب.
وانتفض سكان دوار الزاوية بجماعة مطماطة بدائرة تاهلة، صباح أمس (الثلاثاء)، في مسيرة احتجاجية مشيا إلى مقر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتاهلة، ضد مسؤولي الجماعة والسلطة المحلية، متهمين إياها بالتواطؤ والتستر على الأسباب الحقيقية، التي أدت إلى تسمم عشرات الحالات وإصابتها بأمراض جلدية خطيرة بعد شرب مياه السبت الماضي.
وقال العياشي تكركرا، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاهلة، في اتصال هاتفي أجرته معه “الصباح “، إن عون سلطة سارع بمعية أشخاص آخرين، بأمر من رؤسائه إلى إفراغ خزان مياه، تابع للمكتب الوطني للماء، قبل وصول لجنة للقيام بتحاليل مخبرية لكشف سبب إصابة السكان بأمراض جلدية خطيرة، وظهور بثور وتقرحات على جلد أغلبهم، خاصة الأطفال. وحسب العياشي، فإن طبيب المركز الصحي بتاهلة انتقل، أول أمس (الاثنين)، إلى الدوار رفقة لجنة طبية محلية، وبعد تشخيص 38 حالة أكد أن السبب هو مياه الشرب.
ونقل رجل في حالة خطيرة، يقول العياشي، إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، بعد أن ظهرت على جسمه تقرحات غريبة، مضيفا أنه رغم أن الطبيب الرئيسي بتاهلة حاول طمأنة سكان الدوار، وطلب منهم عدم التخوف وأن الامر يتعلق بحساسية بسيطة تجاه مادة معينة في مياه الشرب، إلا أنهم انتفضوا في وجهه، وطالبوا بكشف الأسباب التي دعت عون السلطة إلى إفراغ الخزان قبل إجراء تحاليل على مياهه، وفي مقابل ذلك إجراء تحاليل على المياه الجديدة، وعدم الكشف عن نتائجها.
واستغرب السكان من عدم إيفاد لجنة مركزية سواء من وزارة الصحة، أو المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، لتحديد أسباب إصابة سكان الدوار، الذين يحصلون على مياههم من الخزان نفسه، بتسممات وأمراض.
وقال العياشي إن أولى الحالات ظهرت السبت الماضي، قبل أن تظهر حالات أخرى، لتعم حالة فزع وسط الدوار، وعوض أن تلجأ السلطات إلى طمأنة السكان، سارعت إلى إصدار أوامرها بإفراغ مياه الخزان، التي تظهر، يقول الحقوقي نفسه، حالته أنه لا يخضع لأي صيانة، وهو ما يظهر من صور التقطها أعضاء الجمعية، تشير إلى الترسبات الخطيرة في الخزان.
من جهته طالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاهلة بالكشف عن نتائج التحاليل التي أشرفت عليها لجنة محلية، مضيفا أنه يساند كل الأشكال الاحتجاجية التي يعتزم السكان القيام بها، لفضح الاستهتار بصحة المواطنين.
ضحى زين الدين
_ عن جريدة الصباح _