قال الباحث السلفي، إبراهيم الصغير، إن المتشيعين المغاربة لم يكتفوا بمشاركة أخبار المظاهرات، والمقاطع المباشرة لها، بل انتقلوا إلى تسويد صفحاتهم بالدعوة إلى الانتفاضة في وجه الدولة، والنضال ضد الحاكم. وزاد الباحث، المتخصص في الجماعات الإسلامية، أن الشيعي عصام احميدان، زعيم الخط الرسالي الشيعي بالمغرب، دون في صفحته الرسمية على الفايسبوك، أن “الحل الوحيد هو توسعة الحراك ليصبح حراكا شعبيا يعم كافة التراب الوطني”، فيما اعتبر شيعي آخر من منطقة البروج ضواحي سطات، أن “مشاركة الشيعة في حراك الريف هو أقوى رد على ما قاله وزير الجهلة والدواعش حين وصفنا بالفيروس”، وبنبرة أقوى، يقول الباحث “وصف كثير من المتشيعين النظام المغربي بالعصابة الحاكمة، ضمنهم شيعي معروف بالحسيمة”.
وحسب ما رصده الباحث فإن شيعيا آخر من المحسوبين على الخط الرسالي كتب “من الشجاعة والكرامة أن تنتفضوا في وجه العصابة فإما أن نعيش جميعا بكرامة وشرف نحن المغاربة أو لا نعيش فقد ولى زمن الرق والعبودية وأتى عهد الانعتاق والحرية”.
واختار آخرون “اللعب بورقة المظلومية لكسب تعاطف الجماهير عن طريق تشبيه مظلومية أهل الريف بمظلومية أهل البيت، و الدعوة إلى الاقتداء بهم في الانتفاضة في وجه الظالمين على حد تعبيرهم” يقول الباحث. ولم يتردد آخرون في بالمطالبة بالحكم الذاتي، إذ كتبوا أن “من حق أهل الريف أن يطلبوا الحكم الذاتي كما طلبه الصحراويون”. وحسب الباحث ذاته فإن التدوينات التحريضية ساهمت في خروج ومشاركة كثير من المتشيعين في المظاهرات، “وكان منهم مقربون من قادة الحراك”.
واستنادا إلى ما وقف عليه الباحث فإن مشاركة الشيعة المغاربة تجاوزت الاندساس إلى التأثير والتدخل في مجريات المظاهرات، إلى درجة رفع لافتات تحمل شعارات شيعية، من قبيل “هيهات منا الذلة”، واحتفاء متشيعي الخارج بهذه اللافتات كما فعلت قناة “فدك” في لندن.
واعتبر الباحث هذه التدوينات واللافتات إشارات تظهر “اليد الخفية للمتشيعين في حراك الريف، ومحاولتهم الركوب عليه، لتحقيق الفوضى وعدم الاستقرار تمهيدا وتمكينا للمشروع الإيراني بالمغرب”. ووصف الباحث تدخل شيعة المغرب في حراك الريف بغير الغريب، إذ يستهدف المد الشيعي المغرب منذ سنوات، وذلك عبر “التغلغل الناعم عن طريق استهداف الجالية المغربية بالخارج، تحديدا بلجيكا وألمانيا وهولندا و إسبانيا، حيث أحدثوا الحسينيات والمراكز الشيعية لاستقطاب المغاربة، الذين بلغ عدد الساقطين منهم في شراك التشيع أزيد من 25 ألفا ببلجيكا وحدها، يتحدرون من مدن الشمال والريف”. وقال الباحث إن هذه المراكز لعبت دورا كبيرا في جمع التبرعات وتحويلها لدعم التشيع في الداخل المغربي، و”الآن عبر الانتظام في تنسيقيات لدعم حراك الريف”.
_ عن جريدة الصباح _