إن كان هناك من تحدي اليوم، او حتى من معركة في خضم ما يجري في الآونة الأخيرة في الساحة السياسية عموما وفي العائلة الاستقلالية على وجه الخصوص؛ فهي ليست معركة على الامانة العامة والتي و ان كانت مهمة في وقت سابق فإن الاحداث المتتالية والمتسارعة – و التي تصلنا في غالب الأحيان عبر شبكات التواصل الاجتماعي- تجعلنا نتجاوز سؤال الاشخاص حول من سيكون الامين العام المقبل للحزب، فالاخوين حميد شباط و نزار البركة يعدان معا مناضلين استقلاليين تتوفر فيهما الشروط اللازمة للاستمرار او لتقلد هذه المسؤولية شأنهما شأن العديد من القامات النضالية التي يزخر بها الحزب . و لأن المسؤولية امانة عظيمة و خطيرة في نفس الوقت،فإن ما نلاحظه في الايام الاخيرة من تجاوزات لقوانين الحزب ومن تنصل وضرب للقيم وللمبادئ الاخلاقية التي ربانا عليها جيل الرواد الاوائل والتي نهلناها من تراكم تجربة وأدبيات الحزب الاساسية ، يجعلنا اليوم كمناضلين اوفياء لطالما اعتززنا وافتخرنا بمسار وصمود الحزب و وحدته وتأقلمه مع متغيرات واضطرابات الحياة السياسية، نتخوف اكثر من أي وقت مضى على مستقبل الحزب .
كان من الممكن ان اتغاضى مع باقي المناضلين الشرفاء عن هذه السلوكات، لكن وفائي لبيتي الحزبي يجعلني قلق من مستقبل مؤسسة الامانة العامة للحزب و باقي المؤسسات ، كيف لها بعد المؤتمر ان تستعيد هيبتها وتمارس صلاحياتها بناءا على الضوابط القانونية والمؤسساتية؟ كيف لها ان تكون غدا ساهرة على الشرعية، ان كانت اسسها التي تبنى عليها اليوم يشوبها التجاوزات والخروقات؟
لا يمكنني ان اتصور ولو لوهلة ان الاخ شباط و الاخ نزار يوافقان على مثل هذه الممارسات التي لا تضرب حاضر الحزب فحسب، بل تعرقل الانطلاقة المأمولة بعد المؤتمر التي نتطلع ان تكون موفقة قوامها العمل المؤسساتي والشرعي . وعليه انتظر شأني شأن الألاف من الاستقلاليات والاستقلاليين عبر ربوع الوطن، من الاخويين حميد شباط و خاصة نزار البركة ان يعبرا عن موقفهما مما يجري تنظيميا، حتى نطمأن لمسار و ظروف انعقاد مؤتمرنا السابع عشر و لمستقبل حزب علال الفاسي الحاضن لكل ابناءه و بناته.