كان اكتشاف القنبلة النووية بمثابة تحول تاريخي كبير في المجال العسكري والاستراتيجي، فهي سلاح ردع جبار يهابه الجميع، ويعود أصل القنبلة النّوويّة إلى مجموعة من العلماء الفيزيائيّين الأميركان، عكفوا على دراسة تفاعل الذرّات وانشطاراتها، ومن بينهم العالمان إنريكو فيرمي وروبرت أوبنهايمر.
في عام 1945م، وتحت حجة إنهاء الحرب العالمية الثانية صَدمت الولايات المتحدة الأميركية العالم أجمع بإلقاء قنبلة نوويّة على كل من مدينة هيروشيما ومدينة ناجازاكي اليابانيّة.
أدت هذه القنبلة النووية لمقتل أكثر من 120 ألف مواطن ياباني، لتعلن اليابان استسلامها وقبولها لشروط الولايات المتحدة الأميركية بعدم امتلاك السلاح الذري مستقبلاً.
ولكن هل تخيَّلت أن هناك قنابل نووية ذات قوة فتاكة رهيبة يمكنها أن تضيع.
سيتناول التقرير 8 قنابل أضاعتها الولايات المتحدة الأميركية.
القنبلة الأولى.. فوق المحيط الهادي
التاريخ: 13 فبراير عام 1950.
نوع القذيفة: قذيفة أميركية من طراز B-36.
الطريق المفترض لها: من ألاسكا (أقصى الشمال الغربي) إلى تكساس (أقصى الجنوب).
سبب السقوط: تعرَّضت لخلل أدى لفقدان الطاقة في 3 من محركاتها، فكان لا بد من رمي القنبلة نووية التي تحملها، والتي بلغت قوتها التدميرية 30 كيلوطناً (أي تعادل انفجار 30 ألف طن من الديناميت) فوق المحيط الهادي.
أثر السقوط: انفجرت القنابل التي تعمل كفتيل للقنبلة النووية، ونتج عن ذلك موجة اصطدام، ولكن لحسن الحظ فإن غياب لب البلوتونيوم عن القنبلة (التي تحوي اليورانيوم المخصب) منع انفجارها.
القنبلتان الثانية والثالثة في الهواء
التاريخ: 10 من مارس 1956.
نوع الطائرة: طائرة عسكرية أميركية من طراز “بوينغ B-47”.
الطريق المفترض لها: من قاعدة “ماكديل” الجوية في فلوريدا، في رحلة بدون توقف في اتجاه قاعدة “بن جرير” جنوبي المغرب.
مكان الاختفاء: اختفت بعد انطلاقها فوق مياه حوض المتوسط في سماء المغرب، وقد كانت محمَّلة بشحنة من السلاح النووي الأميركي.
سبب السقوط: غير معروف إلى الآن، ولم يتم الكشف عن أطوار اختفائها إلا من خلال بعض التقارير الأميركية التي نشرت وقائع عن حوادث اختفاء طائرات أميركية.
أثر السقوط: لم يعثر على أي حطام أو بقايا للطائرة، وكانت تحمل حمولة (لم يتم الإفصاح عنها)، لكن يتوقع أن تبلغ حوالي 3.4 ميغاطن (تعادل انفجار 3.4 مليون طن من الديناميت).
القنبلتان الرابعة والخامسة.. مستنقعات كارولينا الشمالية
التاريخ: 24 يناير الثاني عام 1961.
نوع الطائرة: طائرة من طراز B-52 تحمل قنبلتين نوويتين، كل منهما بقوة 24 ميغاطناً.
اتجاهها: أقلعت من قاعدة جوية في غولدزبورو في كارولينا الشمالية.
السقوط: سقطت حمولتها في المستنقع، ولم يُعثر عليها بعد ذلك.
بعد السقوط حاولت الولايات المتحدة البحث عن القنابل النووية، حتى إنها وصلت إلى أعماق 50 قدماً. ولكن دون جدوى، مما دفعها لشراء كل الأراضي المحيطة بالمستنقع حتى لا يجد أحد آخر القنابل النووية أبداً.
اشترت القوات الجوية حقَّ الدخول الدائم من الحكومة، لتمنع بذلك أيَّ أحد من الحفر في تلك الأرض.
القنبلة السادسة.. في اليابان
التاريخ: الخامس من ديسمبر عام 1965.
نوع الطائرة: طائرة سكاي هوك «A-4E» التي تحمل قنبلة هيدروجينية بقوة تفجيرية تعادل 1 ميغاطن.
اتجاهها: حاولت أن تقلع عن حاملة الطائرة الأميركية “U.S.S Ticonderoga”.
السقوط: تحطمت الطائرة في المحيط ومعها حمولتها إلى 5000 متر تحت الماء، مما جعل استرجاعها مستحيلاً.
بعد السقوط ادعت الحكومة الأميركية أن الطائرة تحطمت على بعد آمن (500 ميل) من سواحل اليابان، حتى لا يحدث أي اضطراب سياسي مع اليابان، وذلك لأن اليابان منعت الولايات المتحدة الأميركية من إحضار أية أسلحة نووية إلى أراضيها.
ولكن اتضح بعد ذلك أن المسافة لم تكن تتجاوز الـ80 ميلاً عن شواطئ مجموعة الجزر اليابانية Ryuku.
القنبلتان السابعة والثامنة.. مع الغواصة تحت المحيط
التاريخ: ربيع عام 1968.
اسم الغواصة: الغواصة النووية U.S.S Scorpion.
اتجاهها: قرب سواحل جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك في طريق عودتها إلى قاعدتها الأم في ولاية فيرجينيا الأميركية.
السقوط: غرقت على بعد 400 ميل جنوب جزر Azeros لأسباب غير معروفة، وغرق معها السلاحان النوويان المحمولان على الغواصة (القوة التدميرية 250 ألف طن) وطاقمها المكون من 99 بحاراً الذين لم ينج منهم أحد.
بعد السقوط: العالم بدأ يتوجس بشكل صريح من تبعات هذه الظاهرة الخطيرة في عام 1995، حين رفعت واشنطن السرية عن قسم من وثائقها بشأن وقائع لكوارث بأسلحة نووية.
المصدر : هاف بوست عربي