تعزيز آفاق التعاون الاجتماعي و الاقتصادي الإفريقي-الأسترالي
في إطار سلسلة أعمال تعزيز آفاق التعاون الاجتماعي و الاقتصادي بين القارتين الإفريقية و الأسترالية أقيم بسيدني يومه 5 أغسطس 2017 حفل حاشد حيث بلغ عدد الحضور ما يقارب 500 شخص من دبلوماسيين و شخصيات مرموقة في مختلف الميادين كالطب، الفن، و البحوث العلمية.
افتُتِح هذا الحفل الكبير بإلقاء كلمة ترحيب من طرف ممثل للسكان الأصليين بأستراليا و عزف النشيدين الوطنيين الأسترالي و الاتحاد الإفريقي. كما عُِرض خلال هذا الحفل مزيج من الرقصات الإفريقية و عرض للأزياء التقليدية المغربية التي نالت إعجاب الجميع، و كذا مشاركة شابة مغربية في مجال الغناء أطربت مسامع الحضور بصوتها الجميل.
تميز حفل هذه السنة بالمشاركة المكثفة و الفعالة للجالية المغربية بأستراليا و على رأسهم ضيف شرف هذا الاحتفال سفير المملكة المغربية بأستراليا السيد عبد الكريم مدرك و الذي أعطى كلمة بالمناسبة عبر فيها عن شكره و تقديره للمنظمين لهذا الحفل.
أوضح السيد عبد الكريم مدرك في كلمته هاته بأنه رغم أن إفريقيا اليوم هي أكثر ديموقراطية مما كانت عليه في الماضي إلا أنها في حاجة لحل الصراع و الأزمة التي تؤثر على القارة الإفريقية من أجل ضمان الأمن و الاستقرار و التنمية المستدامة، بحيث يمثل انتشار العنف والتطرف و الجماعات الإرهابية المهدد الرئيسي للسلم و الأمن في مناطق عديدة من القارة الإفريقية.
وفِي الجانب الاقتصادي أشار السيد عبد الكريم مدرك بأن إفريقيا أصبحت مصدر قوة في مستقبل الاقتصاد العالمي لكونها قارة غنية بالموارد الطبيعية و توفر فرص لا حصر لها للاستثمار في مجالات الزراعة، الاسكان، التمويل، و الاتصالات. كما أشار إلى أنه على مدى ما يقرب عن عقدين من الزمن شَهِدت إفريقيا نمواً قوياً في الوقت الذي كانت تواجه فيه الأزمة المالية العالمية، كما استطاعت الاستمرار في مواجهة عدة تحديات مثل انعدام الأمن الغذائي، الفقر المزمن، وباء ڤيروس نقص المناعة، عدم المساواة، و التدهور البيئي.
كما جاء في كلمة سفير المغرب بأستراليا على أن العلاقات الإفريقية الأسترالية شهِدت خلال السنوات العشر الماضية تقدما ملحوظا وصل إلى أكثر من 7 مليار دولار من حيث التجارة الثنائية و كذلك التجارة في الاستثمار في السوق الإفريقية و خاصة في قطاع التعدين مع أكثر من 170 شركة.
و أكد السيد عبد الكريم مدرك على الدعم الذي تقدمه أستراليا في الميدان التقني و بناء قدرات الشباب الإفريقي من خلال برامج مختلفة، و في هذا الصدد شجع حكومة أستراليا على التعاون المتبادل و تعميق علاقتها مع إفريقيا في المجالات الرئيسية ذات الأولوية مثل تنمية الموارد البشرية و بناء السلم و الأمن في إفريقيا، و دعى السيد السفيرإلى توفير برامج المِنَح للطلبة حيث وجه نداء إلى الجامعات و مؤسسات التدريب لإدراج إفريقيا في الأولويات التي ستساهم في بناء قدرات إفريقيا في مجال الموارد البشرية.
كما أكد السيد عبد الكريم مدرك على أن المملكة المغربية تركز بشكل خاص على جذورها الإفريقية في الوقت الذي تقوم فيه بتطوير الشراكة الإستراتيجية و تعزيز التضامن الإفريقي من خلال تطوير التعاون جنوب-جنوب بهدف تسريع الاندماج الاقتصادي للقارة السمراء. كما نوَّه في كلمته بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي حيث أصبح ثاني أكبر مستثمر بإفريقيا و المستثمر الأول بغرب إفريقيا كما استقبل المغرب أكثر من 10000 طالب من 42 دولة مختلفة بما في ذلك 8000 طالب حاصلين على منح دراسية.
و في الختام هنَّأ السفير المغربي عبد الكريم مدرك أعضاء جمعية الاتحاد الإفريقي و أعضاء الجمعية المغربية بأستراليا على المجهودات المبذولة في إطار بحث آفاق التعاون الإفريقي-الأسترالي، كما حثَّ على مواصلة العمل من أجل تحقيق رؤيا متكاملة و مزدهرة للقارة الإفريقية.
بقلم: دنيا صادق
المصور: عبد الرزاق الهراوي