بعد مضي عشرين عاما على إرساء القانون المتعلق بإضافة مادة اليود إلى الملح الموجه للاستهلاك الغذائي، ما يزال موضوع هذه الملح يَطرح عددا من التساؤلات، خصوصا في الجانب الصحي، وفي هذا الصدد، أكد محمد الفايد، أخصائي الغذاء والتغذية، أن المغرب من طنجة إلى الكويرة ليس بحاجة إلى ملح مزودة باليود باستثناء منطقة تاحناوت وأزيلال.
وشدد الفايد، على أن فكرة إضافة اليود للملح ستكون جيدة لو تم الاقتصار على توزيعها على المناطق التي تعاني من نقص مثل المنطقتين المذكورتين، أما المدن البحرية والساحلية فهي ليست بحاجة أبدا لهذا النوع من الملح، خصوصا وأن الكمية الموجود من اليود في ملح البحر هي كمية كافية للناس، إضافة إلى أن مادة “الأيودين” موجودة في السمك وفي طحالب البحر بشكل جيد.
وحول أضرار استخدام هذا الملح في عموم المغرب، قال الفايد، في فيديو نُشر على قناته باليوتوب، إن هناك عددا من الأبحاث والدراسات التي كشفت أن مكون اليود ازداد في الدم عند المغاربة، وحين يزداد فإنه يتحول إلى محفز للسرطان، مبينا أن ما يقع هو خطأ سينعكس على ميزانية وزارة الصحة وعلى المجتمع.
وفي السياق ذاته، أكد الأستاذ بمعهد الزراعة والبيطرة، أن اليود يشتغل على النظام الهرموني، ولذا فهو يؤثر على النساء أكثر من الرجال، لأسباب كثيرة، ولذلك تتكون هذه التورمات السرطانية عند النساء بسهولة أكثر، خصوصا في المراكز الهرمونية، أي الثدي والرحم والغدة الدرقية.
ونبه الفايد، إلى أن المناطق التي لا تعاني من نقص اليود، يمكنها أن تستخدم الملح الحية التي يتم استخراجها من المناجم، وهي متوفرة بعدد كبيرة من المناجم بالمغرب، أو باقي أنواع الملح، على أنه، يستدرك المتحدث ذاته، لو لم تضف الملح للأكل سيكون أحسن، لأن الملح أصبحت مضافة لعدد كبير من المواد الاستهلاكية الأخرى التي يتم تناولها بشكل يومي، وعليه، فإن هذه المواد تحقق اكتفاء الجسم من مادة الملح، اللهم إلا إن كان الإنسان لا يتناول إلا الأشياء الطبيعية مائة بالمائة.