أسدل مساء اليوم السبت بفاس، ستار الدورة 13 للملتقى للوطني لشبيبة العدالة والتنمية على إيقاع أغاني الفنان المتألق نعمان لحلو، والفنانة الصاعدة نبيلة معان، والفنان الصاعد مروان حجي، الذين تفاعل معهم الحضور خلال أدائهم لأغانيهم الرائعة.
الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، وهو يسدل ستار دورته 13، سيظل محفورا في ذاكرة الشباب والمشهد السياسي الوطني، كيف لا، وقد شهد افتتاحية قوية للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الأستاذ عبد الإله ابن كيران، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وهو الحضور الذي أشار إليه ابن كيران بقوله إن “وجودي هنا فوق هذه المنصة مع الدكتور سعد الدين هو رسالة”.
الملتقى الشبابي الذي تابعه عموم الشعب المغربي عبر تقنية البث المباشر لمختلف الفقرات بالفيسبوك، كان دليلا على صحة الحزب وقوته، حيث قال خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، إن هذا الأمر هو اختيار ذاتي حر، لأننا ليس لدينا أي شيء نخفيه، نحن نؤمن بالحرية في التعبير، ولدينا اليقين أن أعضاء الشبيبة سيتعاملون مع هذه الحرية بكل مسؤولية.
من جهة أخرى، لم يكن الملتقى كما راهن على ذلك خصوم الحزب مناسبة لاتساع الفجوة والتناقض بين القيادة وباقي المناضلين، أو تصنيفات لا توجد سوى في خيال البعض بوجود تيارات تتضارب حول المصالح في الحزب، بل كان الملتقى فرصة لتأكيد أن كل النقاشات الساخنة والانتقادات الكبيرة التي تعرض لها أعضاء الحزب بالحكومة الذين أثروا النقاش بمشاركتهم خلال الملتقى، هو دليل صحة الحزب وقدرته على تدبير الاختلاف في الرأي وتقدير المواقف بكل حرية من جهة، وبأخلاق ومسؤولية من جهة أخرى.
الملتقى نجح أيضا في تأكيد انفتاح حزب العدالة والتنمية وشبيبته على مختلف مكونات المشهد السياسي والفكري بالمغرب، حيث أثرت فقرات النقاش خلال أيام الملتقى عدد من رموز الفكر والسياسية والنضال بالمغرب، من قبيل لطيفة البوحسيني، الأستاذة الجامعية والحقوقية والناشطة اليسارية، وكذا عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، وأيضا الحقوقي والباحث الأكاديمي عبد النبي الحري، إضافة إلى الحقوقي محمد الزهاري.
وفي ذات السياق، استقبلت الشبيبة أيضا الأستاذ الجامعي عبد الله ساعف، والمحلل السياسي عبد الصمد بلكبير، والقيادي بالتقدم والاشتراكية عبد الأحد الفاسي، وكذا أستاذ الفقه والمقاصد أحمد الريسوني، بالإضافة إلى عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة التونسية، ضيفا من تونس، وغيرهم من الشخصيات التي ساهمت في إغناء النقاش الذي كان صريحا واضحا، وحادا بعض الأحيان، لكن في إطار الاحترام والتقدير، لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
ومن ما ميز فقرات هذا الملتقى، هو اللقاء المفتوح الذي عُقد احتفالا بخروج المعتقلين المنتمين للشبيبة والذين عرفوا إعلاميا بـ”معتقلي الفيسبوك” بعد العفو الملكي، وهو اللقاء الذي شهد مداخلات المعنيين وممثلين عن عائلاتهم ولجنة الدفاع عنهم، الحقوقية والقانونية.