يبدو أن قلق المغاربة من الاعتداءات المتكررة على المواطنين في الفضاءات العمومية على مستوى بعض المدن، والتي دفعتهم إلى إطلاق حملة “زيرو كريساج” الشهيرة صيف العام المنصرم، انتقل هذه المرة للتعبير عن الغضب من اعتداءات مثيرة تطال سياراتهم الخاصة من لدن مجهولين لعدة خلفيات.
وبات مواطنون مغاربة منشغلي البال حين يركنون سياراتهم قرب إقاماتهم السكينة أو في الشارع العام وداخل مساحات ركن العربات “الباركينغ”، حيث يفاجؤون في بعض الأحيان بتعرضها لانتهاك عبر ظاهرة مثيرة بإقدام مجهولين على خدش أطرافها أو تكسير واجهاتها الزجاجية.
لجوء إلى “فيسبوك”
والتجأ الضحايا المغاربة إلى منصات التواصل الاجتماعي لبث صور مخلفات الاعتداء على سياراتهم وفي بعض الأحيان تسجيلات مصورة عبر كاميرات المراقبة المثبتة على واجهة المنازل والمحلات التجارية، كما فعل “عزيز ب.”، الذي بث على صفحته فيديو يوثق لإقدام شخص خمسيني وهو ينتهك حرمة سيارته.
وكتب عزيز قائلا: “بعد عناء طويل، اكتشفتُ أحد الجيران يقوم بخدش سيارتي للمرة الرابعة”، مضيفا: “اليوم، نصبت له كمينا وثّقته كاميرا مراقبة، للأسف شخص خمسيني ليس بيني وبينه أي عداوة”، حيث إن الشريط “يوثق للحظة قيامه بجر مفتاحه فوق السيارة محدثا ضررا بليغا.. اللهم إن هذا منكر !!”.
ظاهرة متكررة
وليست هذه الحالة الوحيدة التي تعرض لها مواطن مغربي؛ فحسب إفادات استقتها هسبريس، فإن ظاهرة الإضرار بسيارات مغاربة من لدن مجهولين تسود في عدد من المدن وفي لحظات من الغفلة، وفي الغالب من الأحيان تتم في ظلمة الليل، كما حكى حسن، وهو سائق سيارة أجرة صغيرة، الذي صُدم حين اكتشف في الصباح زجاج سيارته الأمامي والخلفي وهو مكسر.
ويورد حسن أنه لم يتعرف على الجاني أو الجناة، كما يقول لهسبريس، مضيفا أن مخلفات الحادث “تُظهر أن مستوى جريمة تكسير زجاج سيارته المهنية يحيل إلى أن الفاعل استخدم حجارة من حجم متوسط وأنها تمت في الليل”، حيث استنكر هذا الفعل الذي قال إنه تعرض له للمرة الثانية “بعدما أقدم مجهول على خدش جنبات سيارتي بواسطة آلة حادة كلفتني مصاريف مهمة لمعالجتها”.
وفي الآونة الأخيرة، شهد أحد الشوارع بحي المنزه وسط العاصمة الرباط واقعة مثيرة بعد أن قام مجهول بخدش العشرات من السيارات التي كانت مركونة أمام الإقامات السكنية بالحي المذكور تحت جنح الظلام؛ وهو ما أثار حالة من الاستياء لدى أصحاب السيارات المعتدى عليها.
وفي أكادير، تفاجأ مالكو سيّارات خفيفة، يوم الثلاثاء، بتعرّض الواقيات الزجاجية الأمامية لعرباتهم للتهشيم من لدن مجهول؛ وذلك بعد ركنها بالشارع العام في الحي المحمدي، حيث قاموا على وجه السرعة باستدعاء المصالح الأمنية بولاية أمن أكادير، التي فتحت تحقيقا من أجل الوصول إلى الجاني والوقوف على الدوافع الكامنة من وراء استهداف سياراتهم.
وانضافت هذه الظاهرة إلى حالات مماثلة، تتعلق باعتداءات مجهولة بالحجارة ترعب مستعملي الطرق السيارة، حيث سبق لهسبريس أن وثقت حالتين تعرضتا لاعتداء مباشر بالحجارة من لدن أشخاص مجهولين يعمدون إلى سرقة سائقي السيارات التي يهاجمونها؛ فيما أفضى هجوم مماثل على سيارة عبرت الطريق السيار بين مراكش وأكادير إلى مقتل أسرة بكاملها، وهو ما دفع بغرفة الجنايات بمراكش إلى الحكم بالإعدام على المجرميْن.