بقلم السيد السليماني الحوتي الحسني محمد :عضو المجلس الوطني و المنسق الإقليمي لحزب الأصالةوالمعاصرة بإقليم فاس
تأسس حزب الأصالة والمعاصرة في ظرفية شديدة التعقيد ، تمثلت أهم تجلياتها في البلقنة الحزبية والعزوف السياسي وضعف نسبة المشاركة وتنامي المد الأصولي المعادي للدمقرطة و التحديث. وشكلت الولادة البامية لحظة تاريخية بامتياز ، إذ ساهمت بشهادة الكثير من المهتمين في حلحلة المشهد السياسي بدعوة الحزب إلى ممارسة السياسة بشكل مغاير ووفق ثقافة سياسية جديدة تنهل من المعطى الواقعي المراعي لخصوصيات البلد وإمكاناته ، وتنطلق من إرساء أسس القطبية الحزبية المعقلنة في أفق خلق حكومات منسجمة تطبق برامجها وتتعرض للتقويم والمحاسبة ، كما تركز على استقطاب النخب والانفتاح على كل الشرائح الاجتماعية . وتبني توصيات التقرير الخمسيني وتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة كخطوة أولى بعدها تم إعتماد الديمقراطية الإجتماعية المنفتحة كمشروع مجتمعي يركز على العدالة الاجتماعية كحل سياسي للمسألة الاجتماعية .
خلال هده المرحلة عرف البام توهجا مكن من تصاعد جاذبيته رغم كل الضربات التي تلقاها ،إذ رسخ مشروعيته الديمقراطية من خلال احتلاله لمراتب متقدمة في كل الاستحقاقات الانتخابية التي خاضها وأكد فاعليته في المؤسسات المنتخبة وفي منظمات المجتمع المدني والمنتديات والقطاعين الموازيين للشباب و النساء . وبذلك أصبح البام رغم تربصات الخصوم رقما صعبا في المعادلة الحزبية المغربية .
وبالرغم من كل هذه الأدوار الوازنة التي قام بها البام ،فإن ذلك لا يعفي العقل البامي الارتكان إلى منطق الغرور ،بل يستوجب الوقوف على بعض اعطاب اداتنا الحزبية التي فرضتها الممارسة :
أولاها ان الحزب في حاجة إلى قيادة سياسية قوية قادرة على إبراز العمق السياسي والفكري والتنظيمي البام ،وحريصة على إعمال الديمقراطية الداخلية على امتداد كل البنيات الحزبية الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية .
ثانيها إيلاء العناية بالمسألة التنظيمية انسجاما مع القانون الأساسي والنظام الداخلي لإنتاج حركية تنظيمية قوية .
ثالثها العمل على إدراج البعد الثقافي كأولوية في النشاط الحزبي،وذلك بهدف الرفع من وعي المناضلين والمناضلات ،وترسيخ قناعتهم بالحزب وجعلهم اكثر وعيا وانضباطا ودفاعا عن مبادئ وتوجهات الحزب وأكثر امتلاكا للحس النقدي .
وعليه، فإننا كباميين وباميات بحاجة إلى إثراء وعائنا النظري والسياسي والتنظيمي والقانوني ، وعلى الحزب ان يجيد الربط بين المسألتين التنظيمية والسياسية ، فلا تنظيم بدون رؤية سياسية واضحة لمشروعنا المجتمعي ، ولاتفعيل للرؤية السياسية بدون تنظيم محكم ومرن يستوعب الجميع ، وبينهما يلزم الأمر إيلاء البعد الثقافي كامل الأهمية…