شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، السبت بفانكوفر، كضيفة شرف، في حفل افتتاح المؤتمر العالمي التاسع حول التربية البيئية الذي ينعقد إلى غاية 15 شتنبر الجاري تحت شعار “الثقافة والبيئة: نسج أواصر جديدة”.
ولدى وصول صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء إلى مركز المؤتمرات بفانكوفر، تقدم للسلام على سموها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، السيد محمد حصاد، والسيدة نزهة الوافي كاتبة الدولة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، المكلفة بالتنمية المستدامة، و السيد عبد الله الكهيا، القائم بالأعمال في سفارة المملكة المغربية بكندا، والسيد ديفيد زاندفليت، مدير معهد التعلم البيئي بجامعة سيمون فيرزر بفانكوفر، والسيد ماريو سالومون، الأمين العام لشبكة المؤتمر العالمي حول التربية البيئية.
إثر ذلك، أجرت صاحبة السمو الملكي مباحثات مع معالي السيدة جوديت غيشون، نائبة حاكم كولومبيا البريطانية (ممثلة الملكة بفانكوفر)، همت بالخصوص انعكاسات التغيرات المناخية على كوكب الأرض والوسائل والإجراءات التي يتعين القيام بها لمواجهتها.
عقب ذلك، تقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الاميرة للا حسناء السيد ميت ماكلارين الأستاذ المبرز بكلية التربية بجامعة سيمون فريزر ومسير الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وإليوت هاريس الأمين العام المساعد ورئيس مكتب نيوييورك لبرنامج الامم المتحدة للبيئة، وجوليا هايس المسؤولة عن برنامج ” التربية من أجل التنمية المستدامة” باليونسكو، وإيكاترين غريغالفا، نائبة الوزير المكلفة بالبيئة وحماية الموارد الطبيعية بجورجيا، و تامار ألاداشفيلي عن وزارة البيئة وحماية الموارد الطبيعية بجورجيا، وشارل هوبكينس أستاذ كرسي اليونسكو حول “إعادة توجيه تعليم المعلمين”. وستنشط هذه الشخصيات البارزة الأشغال طيلة فترة انعقاد هذا المؤتمر العالمي.
عقب ذلك، توجهت صاحبة السمو الملكي ومعالي السيدة جوديت غوشون رفقة السيد سالمون، إلى قاعة المؤتمرات للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة للمؤتمر العالمي حول التربية البيئية.
وبهذه المناسبة خصص المشاركون استقبالا كبيرا لصاحبة السمو الملكي ولمعالي السيدة جوديت غوشون.
إثر ذلك، شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في حفل تخليد الأمم الأصلية ( المصالحة مع السكان الأصليين للبلد)، والتي تم خلالها إعطاء الكلمة لأحد السكان القدامى الذي رحب بصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء وفخامة السيدة جوديت غوشوم، مؤكدا ،على الخصوص، أهمية هذا الحدث في “التأليف بين القلوب والأرواح والعقول، رغم التنوع والاختلاف، وذلك من أجل التفكير سوية في مستقبل كوكب الأرض وفي الوسائل التي تكفل تحقيق تنمية مستدامة على النحو الأمثل عبر حماية البيئة”.
إثر ذلك، ألقت السيدة جوديت غوشون كلمة أبرزت فيها أهمية تيمة المؤتمر، مؤكدة على ضرورة تحديد رؤية شاملة لضمان مستقبل أفضل للإنسانية، قائم على الاقتصاد الأخضر وانعدام الانبعاثات الكاربون.
كما دعت الى تغيير السلوكات في أفق رفع التحدي المرتبط بالتغير المناخي من خلال البحث عن الوسائل القمينة بضمان التكيف والمناعة في مواجهة ضاهرة الاحتباس الحراري.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة غوشون على أهمية التحسيس والتربية البيئية منذ الصغر ” لكي تكون الأجيال القادمة قادرة ،بنفسها، على ضمان مستقبلها ومستقبل كوكب الارض، من خلال المراهنة ،على الخصوص، على حماية البيئة والتنوع البيئي والغابات، والنهوض بالطاقات المتجددة والفلاحة الخضراء”.
إثر ذلك، ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء ، ضيفة شرف المؤتمر، خطابا ذكرت فيه بالتزام المملكة المغربية مبكرا بمبادئ إعلان ريو، وأجندة 21، والاتفاقات متعددة الأطراف ذات الصلة بقضايا البيئة، مشيرة سموها الى إطلاق المغرب الذي استضاف قمة كوب 22 بمراكش، عددا من المبادرات ذات الصلة بقضايا التكيف مع التغيرات المناخية ومقاومتها، وجهت خصيصا لفائدة إفريقيا والدول الجزرية الصغرى.
وقالت صاحبة السمو الملكي في هذا الصدد ،”إن بلدي المغرب، أرض التعايش والحوار على مر العصور، سيظل ملتزما وفي الصفوف الأمامية لهذا النهج التضامني الدولي”.
وأبرزت سموها أيضا، أنه تم مؤخرا اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في أفق 2013، “الأمر الذي سيساعد على تحقيق السياسات العمومية ذات الصلة والانتقال إلى اقتصاد أخضر تضامني و إدماجي”.
و أشارت في هذا الاطار الى أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة أطلقت مشاريع رائدة و متنوعة من حيث الأهداف المسطرة لها على امتداد التراب الوطني، مؤكدة أن هده المشاريع ،سواء تعلق الأمر بنظافة الشواطئ أو جودة الهواء أو تأهيل الحدائق التاريخية، تميزت دوما بأثرها المباشر على حياة السكان المستهدفين.
وسجلت صاحبة السمو الملكي الاميرة للاحسناء أن المؤسسة كان لها الفضل في الدفع ببعض الفاعلين الذين كانت لهم معرفة ضئيلة أو غير واضحة ببعضهم البعض، من جماعات محلية ومصالح لا ممركزة، ومقاولات وجمعيات وجامعات، الى العمل المشترك، بما يسهم في الحفاظ على البيئة، بل وحثهم بالخصوص، على إضافاء طابع الاستمرارية على أنشطتهم الميدانية.
كما شددت صاحبة السمو الملكي في خطابها على أن الهدف الذي ترومه المؤسسة والمتمثل في ” تعلم، أو إعادة تعلم، السلوكات الأساسية التي من شأنها أن تفضي إلى توفير الموارد والحفاظ على الطبيعة وعلى التنوع البيولوجي، إضافة إلى الدفع بالتنمية التضامنية”، هو بمثابة ثقافة بيئية تتقاطع ،بهذا المعنى، مع شعار الدور ة التاسعة للمؤتمر العالمي حول التربية البيئية .
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على الخصوص بالكلمات التي ألقاها كل من دافيد زاندفيلت والسيد ماريو سالمون ،منظمي المؤتمر، والذين أكدا على أهمية التربية البيئية، انطلاقا من المدرسة، في بناء مجتمع أفضل على المستوى الإيكولوجي.
وتطرقا أيضا الى تأثير التغير المناخي على حياة الأفراد، “وهو الأمر الذي يقتضي اعتماد سياسات مندمجة يكون فيها الأفراد فاعلين في التغيير”، مع التأكيد على التعاون بين مختلف المتدخلين، والدور الذي يتعين أن يضطلعوا به في تعزيز القيم البيئية وضمان توازن أمثل بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
كما دعيا إلى تفكير جماعي ،خلال المؤتمر، من أجل تحديد حلول واقعية لتدبير أفضل للنظم البيئية وحماية البيئة في مختلف بقاع العالم.
كما تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتقديم رسالة مرئية للمديرة العامة لليونسكو السيدة إيرنا بوكوفا، موجهة إلى المشاركين، والتي أبرزت فيها أهمية القضايا التي سيتناولها المشاركون خلال هذه التطاهرة العالمية من أجل الوصول إلى حلول كفيلة برفع التحديات البيئية ورهانات التنمية المستدامة التي تواجهها المجتمعات المعاصرة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كذلك، عرض شريط وثائقي بمناسبة الذكرى ال40 لمؤتمر تبيليسي( 1977)، تلته تدخلات عدد من الشخصيات المشاركة في هذا الحدث العالمي.
ويهدف هذا المؤتمر المنطم من طرف معهد التربية البيئية في كولومبيا البريطانية بتعاون الكتابة الدائمة للمؤتمر العالمي حول التربية البيئية، الى حفز تعبئة ثقافية وبيئية، حيث يشدد شعار هذه السنة على الخاصية الوظيفية المتعددة للتربية البيئية وعلى تطوير رؤية تشكل فيها الثقافة و البيئة عنصرين مندمجين يخدم أحدهما الآخر.
وفي هذا الإطار، أكدت اللجنة المنظمة للمؤتمر أن التغيير الثقافي يعد شرطا، بل ضرورة لإعادة بناء وصياغة العلاقة مع الطبيعة وتأمين نمط عيش مستدام .
ويتضمن برنامج هذا اللقاء سلسلة من المحاور والورشات والموائد المستديرة التي سيناقش خلالها المشاركون عددا من القضايا المرتبطة ب”التربية البيئية” و”المقاربات المرتكزة على المكان والتعلم في الهواء الطلق” و “الهندسة الخضراء والتصميم الايكولوجي” و”المقاربات القائمة على إدماج الفنون في التربية البيئية”.