قدم الكاتب العام المساعد ” للاتحاد من أجل المتوسط” جورج بوريغو، اليوم الثلاثاء ، الخطوط العريضة لإستراتيجية عمل الإتحاد الخاصة بالمناخ ، وذلك في إطار أشغال اليوم الثاني من قمة الفاعلين غير الحكوميين في مجال محاربة التغيرات المناخية “كليمات شانس”، التي تتواصل أشغالها إلى غاية يوم غد الأربعاء بمدينة أكادير .
وأوضح السيد بوريغو، المسؤول عن الطاقة والعمل من أجل المناخ ب “الاتحاد من أجل المتوسط “، أن هذه الاستراتيجية تعطي الأولية للأبعاد المحلية والجهوية على مستوى الدول الأعضاء ، مشيرا إلى أن خطة العمل المتبناة من طرف الاتحاد ترتكز على معطى غاية في البساطة مفاده أن المبادرات المتخذة على الصعيد الدولي لا تجد طريقها نحو التنفيذ الصحيح إلا من خلال تنزيلها بتناغم مع الخصوصيات المحلية والجهوية.
وأضاف المسؤول المتوسطي ، الذي كان يتحدث ضمن ورشة خصصت لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه تنزيل الأجندة المناخية على صعيد ضفتي البحر الأبيض المتوسط ، أن هذه المنطقة تتواجد بها ساكنة تصنف ضمن الفئة العمرية الأكثر شبابا على الصعيد العالمي ، كما تتواجد بها بعضا من أكبر التحديات التي يعرفها العالم في الوقت الراهن ومن ضمنها التغيرات المناخية ، وظاهرة البطالة في صفوف الشباب.
ولاحظ أن هاذين العاملين يشكلان سببين رئيسيين للتحديات المتنامية التي تشهدها المنطقة المتوسطية ، والمتمثلة في الهجرة ، وندرة الميا ه، والتفاوتات الاجتماعية التي تزداد تفاقما ، ونقص الفرص بالنسبة للشباب مما يقود بهم إلى الاقصاء الاجتماعي ، إضافة إلى مشكل التطرف .
وبعد أن نوه بالالتزام القوي للمغرب بخصوص تنفيذ الأجندة المناخية العالمية إلى جانب جهوده المبذولة في مجال التحول نحو استخدام الطاقات النظيفة ، أشار السيد بوريغو إلى أن المغرب يراكم تجربة طويلة في مجال اللامركزية ، الشيء الذي يساعد على تقوية ديمقراطيته التمثيلية على المستوى الجهوي ، وهذا ما يؤدي بالتالي إلى خدمة مسلسل الإصلاحات الترابية الذي انخرطت فيها المملكة .
واعتبر أن الإصلاحات اللامركزية بالمغرب تشكل نموذجا على صعيد منطقة الحوض المتوسطي ، حيث سجل أن هناك جهات تتطور لتصبح كيانات وظيفية واقتصادية فعلية ، مع توفرها على وسائل واختصاصات موسعة ، خاصة في ما يتعلق بالعمل لفائدة القضايا ذات الصلة بالمناخ والبيئة.
يذكر أن الدورة الثانية لقمة أكادير للفاعلين غير الحكوميين في مجال محاربة التغيرات المناخية “فرصة المناخ ” (كليمات شانس)، كانت قد انطلقت أشغالها، أمس الاثنين، بتوجيه نداء قوي من أجل مزيد من التعبئة على الصعيد العالمي لمواجهة التكلفة الباهضة جدا للآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية.